قامت منظمة اليونسكو الأربعاء بإدراج منقوشة الزعتر على لائحتها للتراث غير المادي للبشرية، واصفة إياها بأنها “راسخة في الهوية” اللبنانية. فيما لا تزال المنقوشة من الخيارات الأرخص ثمنا بين المأكولات اللبنانية في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة التي يشهدها لبنان منذ العام 2019. هذا، وأُدرج أيضا فن الملحون المغربي على القائمة ذاتها. والملحون عبارة عن قصائد من الزجل أو الشعر الشعبي المكتوب باللهجة المغربية ويغنى بطريقة شعبية تراثية.
نشرت في:
3 دقائق
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة إدراج المنقوشة اللبنانية والملحون المغربي ضمن قائمتها للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.
وقررت اليونسكو التي تعقد اجتماعاتها منذ الاثنين في كاساني شمال بوتسوانا إدراج العجينة الشهيرة التي يوضع عليها الزعتر الممزوج بالزيت وتُخبز في الفرن أو على “الصاج” ضمن التراث الثقافي غير المادي، بناء على طلب قدمه لبنان في آذار/مارس العام 2022.
هذا، وذكّرت اليونسكو في وصفها للمنقوشة بأنها “خبز مسطح يُعد في المنازل والمخابز المتخصصة، ويستمتع السكان المنحدرون من جميع الخلفيات في لبنان بتناوله في وجبة الفطور”.
كما لاحظت أن صلوات ترافق إعداد العجين “التماسا لاختمار العجين، فيقوم المسلمون بتلاوة بداية سورة الفاتحة ويقوم المسيحيون بتلاوة الصلوات والتصليب”.
وإذ اعتبرت أن المنقوشة “ذات قيمة رمزية في لبنان”، شددت على أن “المنقوشة راسخة في الهوية وتذكّر نكهاتها بالجمعات الصباحية التقليدية أو ما يُعرف بـ-الصبحية- التي تؤدي دورا رئيسيا في التفاعل الاجتماعي”.
ومن جهته، قال الملحق الثقافي لبعثة لبنان لدى اليونسكو بهجت رزق لوكالة الأنباء الفرنسية “المنقوشة عابرة للطوائف، ولها دلالة رمزية إذ تعكس العيش الواحد بين اللبنانيين”. وأضاف أن “الأفران التي تعد المنقوشة موجودة في كل أنحاء لبنان”.
ويذكر أن المنقوشة تُخبز في أفران معدنية أو حجرية من الطوب الحراري أو على الصاج المعدني المقعر، ومتوفرة بالزعتر والزيت فحسب، أو ممزوجين بالجبن. وتُضاف إليها أحيانا بعض أنواع الخضر. ويمكن أن تؤكل مع اللبنة.
وإلى ذلك، لا تزال المنقوشة من الخيارات الأرخص ثمنا بين المأكولات اللبنانية في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة التي يشهدها لبنان منذ العام 2019، مع أن سعرها ارتفع من نحو 750 ليرة لبنانية (أي نحو نصف دولار عندما كان سعر صرف العملة الأمريكية 1500 ليرة) إلى ما معدله 90 ألف ليرة (نحو دولار واحد في الوقت الراهن).
وباتت مخابز ومطاعم توفر المنقوشة اللبنانية في عدد من دول العالم بفضل انتشار اللبنانيين فيها.
كما “يُسهم بيع المنقوشة في المخابز الصغيرة في تنمية الاقتصاد المحلي”، بحسب اليونسكو.
فن الملحون المغربي..زجل وشعر شعبي أصيل
وكانت اليونسكو قد قامت الأربعاء بإدراج فن الملحون المغربي على قائمتها للتراث الثقافي العالمي غير المادي.
وذكر بيان لوزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية أن المنظمة “وافقت على طلب المملكة المغربية المتعلق بإدراج فن الملحون في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية”.
واعتبرت هذا الإدراج “اعترافا دوليا بإرث مغربي أصيل، ورافدا مهما من الروافد الفنية الغنية للمغرب، ومكونا مرجعيا من مكونات الهوية الثقافية المغربية العريقة”.
والملحون عبارة عن قصائد من الزجل أو الشعر الشعبي المغربي المكتوب باللهجة المغربية ويغنى بطريقة شعبية تراثية.