انطلاقة بتوهج نسوي و”الفعل الثاني” يرسم الابتسامة على شفاه الجمهور “صدى الخبر”

admin15 مايو 20240 مشاهدةآخر تحديث :
انطلاقة بتوهج نسوي و”الفعل الثاني” يرسم الابتسامة على شفاه الجمهور “صدى الخبر”

موفد فرانس24 إلى مهرجان كان – انطلقت النسخة 77 لمهرجان كان مساء الثلاثاء بحضور نخبة من السينمائيين الفرنسيين والعالميين. وكانت انطلاقة هذا العرس السينمائي الدولي بنبرة نضالية، حضرت فيها خاصة قضية المرأة، لا سيما على مستوى الفن السابع، ما عكس صدى ما يتردد هذه الأيام في فرنسا حول الاعتداءات الجنسية في هذا المجال. وشهد الحفل تكريم الممثلة الأمريكية الشهيرة ميريل ستريب، كما تم عرض أول عمل سينمائي هو “الفعل الثاني”، خارج المنافسة. وشهد الحفل إقبالا كبيرا من الصحافيين وعشاق السينما من جميع ربوع العالم.

نشرت في:

6 دقائق

أعطيت مساء الثلاثاء إشارة انطلاقة فعاليات مهرجان كان بحضور نخبة من الممثلين والعاملين في القطاع السينمائي عالميا. وانتظر الصحافيون والمدعوون في طوابير طويلة أمام قصر المهرجان لحضور هذا الحفل، مع دخول العرس السينمائي العالمي في نسخته 77 يومه الأول.

عشاق السينما في كان

يقف عادة في مثل هذه المناسبات أشخاص قبالة قصر المهرجان لعلهم يحصلون على دعوة لمشاهدة فيلم. وفي يوم الافتتاح كان باتريك، وهو في الخمسينيات من العمر، ضمن هؤلاء. يرتدي بذلة أنيقة ويحمل يافطة صغيرة من الكرتون، كتب عليها بخط غليظ “دعوة” وتحتها بحروف أرق “من فضلكم”.

اقرأ أيضامهرجان كان: السعفة الذهبية… منحوتة فاتنة يشتهيها مخرجو السينما في العالم

يعرض باتريك يافطته أمام العابرين بابتسامة لا تأفل، آملا بأن يتكرم عليه أحد المدعوين ممن استحال حضورهم في آخر لحظة، لسبب من الأسباب بتذكرته. “لا يهم كم سأبقى واقفا هنا. أتيت لأجل مشاهدة فيلم ’الفعل الثاني‘ ’Le Deuxième Act‘”، الذي عرض خارج المسابقة، و”حضور حفل الافتتاح”، يقول هذا الرسام، مؤكدا أنه لم يحضر لأجل الفيلم المذكور تحديدا أو لمتابعة افتتاح هذا الحدث السينمائي العالمي. “لقد جئت لأني من عشاق السينما عموما. لا أملك تلفزيونا في البيت وأفضل مشاهدة الأعمال السينمائية باستمرار”.

وعلى عكس باتريك، فضلت سائحة أمريكية الحديث بعيدا عن الميكرفون: “لا أريد الحديث للصحافة”، قبل أن تضيف بلغة فرنسية مفككة، أنها أتت إلى كان خصيصا لحضور فعاليات المهرجان، لتطوي حديثا قصيرا دار معها وتنصرف، مستطردة بابتسامة عريضة: “أعشق كان”.

وحضور الآلاف من المهتمين بالسينما والإعلاميين من بقاع العالم المختلفة، يتبين بسهولة من خلال اللغات المختلفة التي يسمعها من يمر في فضاء المهرجان، حتى أنه من النادر أن تسمع متحدثين باللغة الفرنسية.

مهرجان كان السينمائي
مهرجان كان السينمائي © استوديو غرافيك فرانس ميديا موند

وتنتعش الأسواق في هذه المدينة الصغيرة والجذابة بجنوب شرق فرنسا خلال أيام المهرجان بشكل ينعكس إيجابا على مداخيل التجار. “هذا الموعد هو البداية الحقيقية لانتعاش الحركة التجارية في المدينة بعد شتاء هادئ للغاية. وهذا الانتعاش يدوم حتى آخر الصيف”، يصف صاحب متجر هذه الأجواء في مدينته التي تتحول إلى محج يأتيها الناس من كل حدب وصوب من العالم.

انطلاقة نسوية

انطلاقة المهرجان كانت نسوية مئة بالمئة، تناوبت خلالها خمس نساء على منصة المهرجان، فيما أدارت برقة ودقة كبيرتين الممثلة كاميل كوتين حفل الافتتاح، الذي تحدثت فيه بلغة تحمل الكثير من الدلالات على بداية عهد جديد في السينما الفرنسية خصوصا والعالمية عموما بعد حركة “مي تو” [أنا أيضا] ضد الاعتداءات الجنسية في وسط الفن السابع.

ويعرض فيلم وثائقي الأربعاء بافتتاح مسابقة “نظر ما”، أثار الكثير من الجدل، في المهرجان للمخرجة الفرنسية جوديت غورديش  بعنوان “أنا أيضا”، يحمل شهادات نساء كن ضحايا الاعتداءات الجنسية، ويمتد لـ17 دقيقة، جمعتها المخرجة التي أصبحت أيقونة في محاربة الاعتداءات الجنسية بالوسط الفني الفرنسي، واتهمت مخرجا بالتحرش بها عندما كانت في عمر المراهقة.

وجدد المهرجان عملية “افتتاح” التي يشرك فيها المئات من دور السينما عبر التراب الفرنسي لبث مراسم حفل اليوم الأول من هذا الحدث السينمائي الدولي. وأفادت أرقام أن الحفل تابعه أكثر من خمسة ملايين ونصف عبر القناة الثانية الفرنسية وفرانس تي في.

اقرأ أيضامن “لا وجود للشيطان” إلى “بذرة التين المقدس”… رحلة محمد رسولوف الصعبة حتى الهروب من إيران

ويشرح المهرجان سياسته في الانفتاح على دور المسرح والسينما في بث حفل الافتتاح، أنه “في كل عام، يشارك المزيد من المسارح والعارضين في هذه المبادرة التي تهدف إلى مشاركة الجمهور الفرنسي في الأمسية الأولى من هذا الاحتفال الكبير بالسينما. تعد هذه العملية فرصة للتأكيد من جديد على قيمة السينما وأهمية التجربة المشتركة والسماح لأكبر عدد ممكن من محبي السينما بالمشاركة في هذا الحدث”.

سعفة فخرية للمثلة الأمريكية ميريل ستريب

خصص المهرجان سعفة فخرية للممثلة الأمريكية الكبيرة ميريل ستريب في أجواء جميلة واستثنائية، هزت مشاعر النجمة المحتفى بها والممثلة الفرنسية الموهوبة جولييت بينوش التي قدمت لها السعفة كفنانة وامرأة “غيرت النظرة التي نرى بها النساء في السينما والعالم وأعطتنا صورة جديدة عنا”.


وبعدها، فسح المجال لعرض فيلم “الفعل الثاني”، وهو أول فيلم يعرض في هذه الدورة، للمخرج الفرنسي كونتان دوبيو الذي أبدع على كل المستويات في هذا العمل، واستطاع أن ينتزع فعلا الكثير من الضحكات من الجمهور الحاضر.

وبعد افتتاح ملتزم ومؤيد  لقضية المرأة، يكاد يكون نضاليا، أدخل الفيلم الجمهور في أجواء جديدة، سادت فيها البسمات والقهقهات أيضا. وعاش الحضور قصة تبدو بسيطة لكنها ذات عمق كبير حول الحدود التشريعية التي رسمت تفاديا للانزلقات اللفظية حول أقليات معينة، حاول المخرج السخرية منها بفيلم في فيلم. فكان الجمهور أمام قصة الفيلم، وقصة الكواليس. وكلاهما في أجواء الابتسامة والضحك.

 

بوعلام غبشي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...سياسة الخصوصية

موافق