وصفه الرئيس الأمريكي السابق بـ”الخبيث”…”المتدرب” للدانماركي الإيراني علي عباسي يستعيد شباب ترامب “صدى الخبر”

admin25 مايو 20240 مشاهدةآخر تحديث :
وصفه الرئيس الأمريكي السابق بـ”الخبيث”…”المتدرب” للدانماركي الإيراني علي عباسي يستعيد شباب ترامب “صدى الخبر”

موفد فرانس24 إلى مهرجان كان – “المتدرب” من الأفلام التي انتظرها جمهور مهرجان كان بشوق كبير، لأن مخرج هذا العمل الدانماركي من أصل إيراني علي عباسي يعود إلى مرحلة مهمة من شباب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي كانت الأساس في انطلاقته الكبرى في مجال الأعمال والمال. كيف تم ذلك وبمساعدة من؟ هذا ما يحاول الفيلم إظهاره. وإضافة إلى “المتدرب” “دي أبرنتيس”، برزت مجموعة من الأعمال في المسابقة الرسمية ما يزيد من التشويق والمتعة في الأسبوع الثاني من هذا الحدث السينمائي العالمي.

نشرت في:

6 دقائق

يعد المخرج الدانماركي الإيراني الأصل علي عباسي من المخرجين الذين ترددوا على مهرجان كان أكثر من مناسبة، وتنتظر أعمالهم بشغف كبير في هذا الحدث السينمائي العالمي، حيث يعتبرون من أكبر المنافسين والمرشحين للتميز والتتويج، كما هو شأن المخرج الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا ومواطنه بول شرايدر والبريطانية أندريا أرلوند وغيرهم.

ويشارك صاحب “ليالي مشهد” في المنافسة الرسمية من النسخة 77 من مهرجان كان بفيلم “المتدرب” “دي أبرنتيس”، الذي انتظره جمهور كان كثيرا، بحكم موهبة المخرج واختياراته الفنية، إذ يسافر بالمشاهد هذه المرة سينمائيا إلى مرحلة مهمة من شباب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ويتوقف بكاميراه عندما يثير التساؤل في شخصيته، خاصة وأنه تحول لمسؤول سياسي كبير، عرف بخطاب شعبوي ومواقف مثيرة داخل الولايات المتحدة وخارجها.

ولايزال الرئيس الأمريكي يتابع في قضية دفع أموال لممثلة أفلام إباحية لشراء سكوتها، وهو ما يعتبره محاولات قضائية لعرقلة مساره السياسي، الذي لم يرد أن يوقفه عند ولاية واحدة، وهو اليوم يطمح لأخرى ثانية خاصة بعد نيله ثقة الحزب الجمهوري، ما سيضع الناخب الأمريكي مجددا أمام شوط جديد في معركته مع الرئيس الحالي جو بايدن.

أفكار جهنمية

يظهر الفيلم الفضل الكبير لمحامي يدعى روي كوهين، مثلي الجنس وله علاقات كبيرة مع رجال المال والأعمال، في نجاحات ترامب التجارية وحتى في تشكيل أفكاره، بل يحاول أن يشدد إلى حد ما على أنه لولا أفكار هذا المحامي الجهنمية لما صنع الرئيس الأمريكي السابق انطلاقته الكبرى في مجال المال والأعمال، ودخل ردهات كبار الأغنياء والسياسة الأمريكيين.

ويستعرض هذا العمل السينمائي لعباسي، الذي فاز بجائزة نظرة ما في كان لعام 2018 عن “الحدود” “برودر”، ترامب كرجل أعمال شاب في سنوات السبعينات من القرن الماضي، غليظ القلب حتى مع أقرب الناس منه، يعرف من أين تؤكل الكتف لتحقيق أهدافه باختياره لمحام من هذا النوع، له طرقه وتحالفاته الخاصة، للدفاع عن قضاياه وتوجيهه في خطواته بما فيها الشخصية.

الفيلم يبدأ بإشارة إلى أن الكثير من المشاهد من نسج الخيال، لكن الفكرة العامة التي قادت خيوط القصة أن هذا الرئيس الأمريكي السابق كان مستعدا لأي شيء لأجل النجاح في مجال العقار، كانت تنقصه فقط الوصفة لأجل ذلك، حددها له المحامي كوهن في “الهجوم ثلاثة مرات، وعدم الاعتراف وعدم الإقرار بالهزيمة”.

“قصة حب”

وهذه العلاقة بين الرجلين، كان لها توصيف واحد: “إنها قصة حب” بالنسبة لجيريمي سترونغ الذي يلعب دور كوهن والمتوفي في 1986. أما زميله سيبستيان ستان الذي لعب دور ترامب، نوه في إحدى مقابلاته إلى أنه بمجرد ما انتزع هذا الدور، انطلق في الإبحار عبر الكتب والصحف والمجلات التي تضمنت حوارات أو مقالات أو أخبار بشأن ترامب، للإحاطة بجميع جوانب شخصيته.

مهرجان كان السينمائي
مهرجان كان السينمائي © استوديو غرافيك فرانس ميديا موند

ولم يتأخر ترامب كثيرا في الرد على هذا الفيلم، واعتبره “تشهيرا خبيثا بحتا”، وأعلن أن فريق حملته الانتخابية بدأ “إجراءات قانونية في مواجهة التأكيدات الكاذبة تماما لهؤلاء الذين يُسمّون أنفسهم سينمائيين”. وفي بيان أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، قال ستيفن تشيونغ، الناطق باسم فريق حملة دونالد ترامب: “هذا التجميع (من المَشاهد) هو محض خيال يضخّم أكاذيب تم دحضها منذ فترة طويلة”.

اقرأ أيضامهرجان كان: السعفة الذهبية… منحوتة فاتنة يشتهيها مخرجو السينما في العالم

أفلام صنعت الحدث

مرة أخرى يلمع اسم السينما الفرنسية في كان. فبعد فوز الفرنسية جوستين تريت بالسعفة الذهبية في النسخة السابقة، تثير أعمال زملائها المشاركين في المسابقة الرسمية من هذه الدورة اهتماما كبيرا. ففيلم “المادة” “ذي سابتنس” للمخرجة كورالي فارغيت وقف عنده مطولا النقاد، مستحسنين الفكرة والمضمون، الذي جاء بمشاهد مروعة ودامية هزت القاعة، في تشريح لما تتعرض له المرأة من تنقيص واختزال وجودها في جسدها.

وهناك فيلم فرنسي آخر “إميليا بيريز” أشاد به الكثيرون في كان، والبعض يرشحه للتتويج. وفي حال وقع اختيار لجنة التحكيم على هذا العمل، سيلتحق مخرجه جاك أوديار بكوكبة المتوجين مرتين في هذا الملتقى السينمائي العالمي بعد سعفة ذهبية أولى له في 2015 عن “ديبان”.

وإضافة إلى الفيلمين الفرنسيين، هناك فيلم “طائر” Bird” للمخرجة البريطانية أندريا أرنولد، التي تقدم بعين اجتماعية كما عادتها، مظهر قاتم من الحياة الاجتماعية لفئة من مواطنيها، حيث الفقر والإهمال والتفكك الأسري. وتحاول الفتاة بيلي في 16 عاما من العمر، والتي تعيش إلى جانب شقيقها ووالدها الذي لا يهتم بهما، أن تحلق بعيدا عن وضع اجتماعي صعب.

وضمن الأفلام التي تثير الانقسامات بين النقاد، عمل الأمريكي فرنسيس فورد كوبولا الذي أسال الكثير من الحبر، ويعتبر ظاهرة السينما في الوقت الحالي بحكم الأموال التي صرفت عليه، أكثر من 120 مليون دولار من جيب المخرج، وفكرة الفيلم التي جمعت بين الحقيقة والواقع، وجاءت محملة بسينما فلسفية، تقرأ المستقبل بعين أخرى.

وهذه عموما الأعمال المشاركة في المسابقة الرسمية التي شغلت أكبر حيز في اهتمامات النقاد حتى الآن، في انتظار اكتشاف أفلام أخرى  بينها “بارثينوبي” للإيطالي باولو سورنتينو، “لامور أوف” “الحب المجنون” للمخرج الفرنسي جيل لولوش، “بذرة التين المقدس” للإيراني محمد رسولوف. فالمتعة والتشويق لا يزالان مستمرين حتى آخر يوم من المهرجان مساء السبت المقبل، الذي سيكشف فيه اسم المتوجة أو المتوج  بالسعفة الذهبية للنسخة 77 من هذا العرس السينمائي العالمي. ترى لمن ستبتسم كان هذا العام؟

 

بوعلام غبشي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...سياسة الخصوصية

موافق