وأضاف أن في ظل هذه التطورات،يجب أن تحقق شركات الخدمات المالية توازنا دقيقا بين تعزيز الابتكار وتقليل التكاليف لضمان النجاح في بيئة تحتدم فيها المنافسة.
حلول مكلفة
أشار إلى أن الشركات اعتادت الاعتماد على طرف ثالث للحصول على حلول مكلفة لتحديد مراحل العمل التي يمكنها التوفير فيها، ولكن التصاعد الهائل للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة أدى إلى تغيرات كبيرة في عمليات الادخار القديمة وغير الفعالة إلى حد كبير.
ولفت إلى أن حلول تقليل التكاليف القائمة على الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة توفر طرقاً أكثر توفيراً من حيث التكلفة لمساعدة الشركات على تحسين عملياتها المالية بشكل كبير وتحسين جودة خدماتها.
ويلعب الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة دوراً مهماً في تعزيز عملية تقليل التكاليف في قطاع الخدمات المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويساعد هذا التوجه الشركات العاملة في القطاع على التخلص من العمليات التي تتطلب الكثير من العمالة ويؤدي في النهاية إلى زيادة إنتاجية العمالة.
تحول عالمي
وبدأت معظم الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تدرك التحول العالمي نحو الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، ومن المتوقع أن يصل التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي في المنطقة فقط إلى أكثر من 320 مليار دولار بحلول عام 2030.
وتشهد الاستثمارات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي نمواً مستمراً ومتسارعاً، وسجلت زيادة تتجاوز 9000% من 0.8 مليار دولار إلى 78 مليار دولار في عام 2021، وتستفيد دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أيضاً من هذا الاتجاه لتعزيز النمو الاقتصادي في المنطقة.
القطاع المالي الأعلى إنفاقا
ووفقاً للمحللين، من المتوقع أن يصبح القطاع المالي في المنطقة هو الأعلى إنفاقاً على تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ يذهب 25% من جميع استثمارات الذكاء الاصطناعي الإقليمية إلى القطاع المالي.
خطوات جدية لتقليل التكاليف
وأفاد بأنه يمكن لتعلم الآلة والذكاء الاصطناعي، وتحديداً الذكاء الاصطناعي التوليدي باستخدام النماذج اللغوية الضخمة، أتمتة المهام وتحسين الإنتاجية وتقليل الحاجة إلى العمل اليدوي.
وتكتسب شركات الخدمات المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مزايا إضافية من خلال الاستثمار في هذه التقنيات، ومنها تعزيز قدراتها التنافسية وتحسين تجربة العملاء.
ويتطور تطبيق هذه التقنيات باستمرار ويؤثر على القطاع بطرق لم تكن الشركات تتخيلها قبل بضع سنوات فقط. على سبيل المثال، تتضمن بعض حالات استخدام الذكاء الاصطناعي البسيطة نسبياً والتي يمكن تطبيقها على الفور تقريباً كتابة واختبار التعليمات البرمجية، مما يمنح المطورين المزيد من المرونة ويساعدهم على إطلاق خدمات ومنتجات جديدة بشكل أسرع.
توفير خدمات عملاء
ووفقا للتقرير يمكن للذكاء الاصطناعي أيضاً توفير خدمات عملاء بعدة لغات تتيح لموظفي خدمة العملاء التواصل بفعالية مع العملاء الذين قد لا يتحدثون اللغة الأساسية للبنك أو المنطقة. ويمكن للتكنولوجيا أيضاً ترجمة العقود ووثائق الشركات الأخرى بدقة.
وبحسب التقرير يمكن للذكاء الاصطناعي تسريع عملية تقليل التكاليف على المدى المتوسط في مجالات الامتثال وإدارة المخاطر والأمن من خلال تخصيص المتطلبات التنظيمية المعقدة واستخلاص الأفكار الهامة من كميات هائلة من النصوص.
وأضاف أن ذلك من شأنه أن يسهل على شركات الخدمات المالية فهم اللوائح والامتثال لها. بالإضافة إلى ذلك، توفر أتمتة مراقبة الامتثال الوقت وتخفف من المخاطر المرتبطة بالامتثال اليدوي.
وأفاد بأنه يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أيضاً أتمتة عملية إنشاء التقارير التنظيمية بسرعة وبشكل أكثر دقة واتساقاً من البشر، مما يساعد على تقليل الوقت المستغرق في إعداد التقارير يدوياً وخطر الخطأ البشري.
خطط طويلة الأجل
ولفت إلى أن بمجرد إتقان حالات الاستخدام هذه، يمكن لمؤسسات الخدمات المالية استخدام الذكاء الاصطناعي لوضع خطط طويلة الأجل. على سبيل المثال، يمكن لقاعدة معارف المؤسسة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي أن تنقل روبوتات الدردشة إلى المستوى الأعلى.
ويتيح ذلك الردود الفورية والشخصية على استفسارات العملاء حول سجل المعاملات أو معلومات عن القروض وحتى التوصية بمنتجات جديدة، مما يقلل من الحاجة إلى التدخل البشري ويساعد على بيع ميزات جديدة.
وأوضح أنه يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة البحث والإبلاغ من خلال جمع البيانات المالية وتحليلها والإبلاغ عنها واتجاهات السوق لاتخاذ قرارات أسرع وتحسين المحافظ من خلال تقييم المخاطر، مما يساعد على تحسين العوائد.
الاستعداد للذكاء الاصطناعي
وقال التقرير إن ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي أثار نقاشاً حول استخدامه والفوائد التي قد يقدمها الشركات. ومع ذلك، يجب على شركات الخدمات المالية التعامل مع بياناتها كمورد أساسي لتعزيز القيمة الحقيقية من التكنولوجيا.
وأضاف أن لضمان جودة البيانات وإمكانية الوصول إليها أمر بالغ الأهمية، تحتاج الشركات إلى البدء في التفكير في “البيانات كمنتج” والتعامل معها على هذا النحو. وهذا يعني جعل البيانات أكثر قابلية للنقل والمشاركة ومنح الذكاء الاصطناعي إمكانية الوصول إلى مجموعة كاملة من البيانات عالية الجودة، بغض النظر عما إذا كانت موجودة في مراكز البيانات المحلية أو السحابية.
قنوات موثوقة للبيانات
وسيؤدي ذلك إلى توفير مصادر وقنوات موثوقة للبيانات التي يحتاجها الذكاء الاصطناعي لتحقيق النجاح، لأنه الحصول على مخرجات دقيقة من النماذج اللغوية الضخمة مشروط بتوفير مدخلات ذات جودة مناسبة.
التغلب على التحديات باستخدام الذكاء الاصطناعي
ومن المتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً حاسماً في تقليل التكلفة الإجمالية داخل القطاع المالي في المنطقة سواء بما يتعلق بأتمتة العمليات لتحسين الكفاءة أو بروبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي لتعزيز خدمة العملاء.
وبحسب التقرير الصادر عن جو رودريغيز سينيور، فإن لتحقيق النتائج المرجوة من الذكاء الاصطناعي وتحقيق القيمة منه، من الضروري تدريب النماذج على البيانات التي تمكن الذكاء الاصطناعي من الازدهار.
وسيكون تطبيق هندسة بيانات حديثة أمراً بالغ الأهمية في تقليل تكاليف الذكاء الاصطناعي، لأنه سيسمح للشركات التي تقدم الخدمات المالية بدمج الذكاء الاصطناعي في عمليات صنع القرار الخاصة بها وتمكينه من المساعدة في وضع الخطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل.
