عمون – البهاق هو مرض مكتسب، تظهر خلاله بقع بيضاء على الجلد، وفي أماكن مختلفة من الوجه والجسم؛ هذه التصبغات تدريجية إلى حد ما، ومعممة إلى حد ما، كما يشير المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية الفرنسي Inserm، الذي يؤكد على الجانب الحميد للمرض، مع الإشارة إلى تأثيره النفسي القوي على المرضى الذين يعانون منه.
لكن الخبر السارّ، هو اكتشاف أول علاج فعّال لمرض البهاق، وبات مصرّحاً به.
تأثير البهاق النفسي كبير
البهاق مرض حميد، لكن غالباً ما يكون له تأثير نفسي كبير على المصابين به؛ والبهاق هو أحد أمراض المناعة الذاتية، يرتبط بخلل في جهاز المناعة، تظهر خلاله بقع بيضاء (وأحياناً شعيرات بيضاء) على الجلد.
ويمكن أن تحدث حالات إزالة التصبغ هذه، في أي وقت من الحياة، وفي أي عمر، ومهما كان لون الجلد؛ وعلى الرغم من أنه يعتبر مرضاً حميداً، إلا أن البهاق ليس مرضاً بسيطاً؛ فهو له تداعيات نفسية كبيرة، يمكن أن تغير بشكل كبير نوعية حياة الأشخاص الذين يعانون منه؛ وقد ساهم هذا التأثير في تطوير الأبحاث حول هذا المرض.
علاج جديد لمرض البهاق
اليوم، يمكن تقديم علاجات فعّالة في كثير من الحالات؛ وقد تمَّ التصريح عن أول علاج يحسِّن تصبغ الوجه في حالة البهاق، وهو مصرح به الآن في فرنسا؛ وهذا العلاج هو “أوبزيلورا” Opzelura.
وهي المرة الأولى التي سيتم فيها السماح بعلاج على شكل كريم يهدف إلى علاج هذا التصبغ التدريجي للجلد في فرنسا.
وفي الواقع، بعد وكالة الأدوية الأوروبية، التي أعطت الضوء الأخضر لكريم أوبزيلورا في مايو الماضي، تمَّ نشر أمر في 31 يناير في الجريدة الرسمية، يأذن بالوصول إلى العلاج في فرنسا.
من سيستفيد من دواء البهاق الجديد؟
علاج جديد للبهاق ولكنه أكثر فعالية للوجه
لدى الأشخاص الذين يعانون من البهاق، تستقر البقع البيضاء لأن الخلايا الصباغية (الخلايا التي تنتج الميلانين، الذي يعطي اللون للجلد) يتم تدميرها، وبالتالي لم تعد قادرة على إنتاج الصباغ اللازم، ويمكن أن يؤثر أيضاً على الشعر، كما رأينا على بعض مشاهير العالم.
مبدأ كريم “أوبزيلورا” هو إعاقة دور الإنزيمات المشاركة في تدمير الخلايا الصبغية؛ كما يمكن وصفه، في المستشفى، “كعلاج الخط الأول للبهاق غير القطاعي مع وجود بقع بيضاء على الوجه لدى البالغين والمراهقين الذين تزيد أعمارهم على الـ12 عاماً؛ فيما يجب ألا تتجاوز المنطقة المعالجة بـOpzelura (ruxolitinib) عشرة في المائة من مساحة سطح الجسم.
تحسين تصبغ الوجه
بعد التجارب السريرية، على المرضى الذين ينشرون الكريم مرتين في اليوم لمدة 6 أشهر على الآفات، لاحظ 30% تحسناً في تصبغ وجوههم، وتمّ استعادة اللون إلى 75%؛ وفي عام واحد من العلاج، تمّ زيادة هذه الفعالية إلى 90%، دائماً على مستوى الوجه، لكن الكريم أقل فعالية على بقية الجسم، كما لاحظ الباحثون، الذين نشروا نتائجهم في مجلة نيو إنجلاند للطب، حيث لاحظ 22% تحسناً بنسبة 50% على الأقل.
ومع ذلك، لوحظت آثار جانبية، مثل ظهور حب الشباب في المكان الذي يترسب فيه الكريم، والحكة، بالإضافة إلى ذلك، تشير هيئة الصحة العليا الفرنسية في رأيها إلى أنه “لا تزال هناك حالات عدم اليقين بشأن خطر الإصابة بالسرطان على الجلد، في حالات الاستعمال الذي يزيد على 104 أسابيع”.
ومن المنتظر أن تظهر نسخة فموية من الدواء في المستقبل، وتكون أكثر فعالية.
“سيدتي”
[keywords]