ولكن ماذا لو امتدت النيران إلى مصر؟ لا شك أن المعادلة ستتغير، فمصر ليست مجرد جار جغرافي أو وسيط في المفاوضات، مصر تملك جيشا عربيا هو الأكبر، ورابع أقوى قوة عسكرية في المنطقة بحسب تصنيفات دولية.
مصر أرسلت رسالتها بوضوح: لا تهجير، لا مساس بالسياسة، وحدودنا خط أحمر.. ومن يعتقد أن مصر ستساهل في أمنها القومي فعليه أن يقرأ التاريخ وماذا فعله 100 مليون مصري في سيناء.. الأيام القادمة ليست عابرة بل هي مفصلية للشرق الأوسط برمت؟ فهل يجرؤ نتنياهو على اختبار مصر؟
من ظن أن العدوان سيكتفي عند الحدود مع الدوحة فهو واهم، ومن ظن أن مدينته أو قريته أو بلده لن تكون مطالاً لنيران الكيان الإسرائيلي فهو أكثر وهما.. فهذا الكيان يعتمد على خريطة إسرائيل الكبرى، التي يتمناها منذ بداية تكوينه حتى الآن وحتى يحقق هذا، لذلك فإن التحديات كبيرة.
مصر هي عنوان الفقرة الاولى في البرنامج، حيث تناقش السيناريوهات المطروحة وخصوصا أن هناك تصاعد في التوترات بين الكيان الإسرائيلي ومصر، في ظل اتفاقية كامب ديفيد لما يسمى السلام والذي لا يتواجد على الأرض.. وهناك مغامرات كبيرة يقوم بها نتنياهو.. فهل سيقوم بمغامرة جديدة مع مصر؟
مصر والعدو الإسرائيلي أمام شرارة مواجهة، ربما كانت المرة الأولى خلال قمة الدوحة التي يتكلم فيها رئيس مصري بهذه القوة منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد.. حيث وصف إسرائيل بالعدو، وهذا اعتبر تحولا جذريا في الموقف الرسمي المصري، ونقلة نوعية من سلام بارد إلى حالة من العداء المعلن كما يقول الخبراء.
هذا بطبيعة الحال يبرر اتخاذ مصر لإجراءات دفاعية واستراتيجية ذات حزم طيب. فما الذي جرى بين الكيان الإسرائيلي ومصر حتى تتوتر العلاقات إلى هذه الدرجة؟
تل أبيب باتت تعتبر أن سيناء هي خط الدفاع الأول عن غزة، كذلك باتت تسمي مصر بأنها الجبهة الأخطر على إسرائيل، ولوحت بضربات استباقية في رفح المصرية وفي العريش وفي السويس وحتى داخل القاهرة.. تحت ذريعة ملاحقة قيادات حماس.
حكومة نتنياهو أصرت على خطاب استفزازي، ووضعت مصر في خانة العدو، وشككت بموقفها كوسيط مفاوض، حتى أكثر من ذلك إتهمتها أنها مسؤولة عما جرى في 7 أكتوبر وعن طوفان الأقصى.
والحقيقة أن مصر شكلت جدارا في وجه المخطط الإسرائيلي باتجاه تهجير الفلسطينيين من غزة باتجاه مصر.. تقارير دولية تحدثت عن دفع مصر لـ40 ألف جندي مصري وعن تشكيل بنى تحتية في سيناء.. هذا البنى مكونة من مطارات وطرق وأنفاق.
إضافة إلى أن التقارير الأميركية حذرت من أن الجيش المصري يجهز لاحتمالات وسيناريوهات مواجهة فعلية، وحذرت من أن هذه المواجهة ستشكل صراعا لا يمكن احتوائه.
أما الإعلام العبري فوصف مصر بالتهديد طويل الأمد، وقال إن أي مواجهة مع مصر لن تكون كغزة ولبنان وأنها ستكون حرب إقليمية تغير منطقة الشرق الأوسط برمته.
على المستوى السياسي والعسكري الخطاب والنبرة كانت عالية، ولكن ليس هذا فحسب، ولكن على المستوى الداخلي الشعبي المصري كذلك كانت النبرة عالية.. شاهدنا مثقفون وإعلاميون وأحزاب الجميع ينادون من أجل تجميد الاتفاقيات ووقف العلاقات مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، وباتوا يعتبرون أن الكيان الإسرائيلي يشكل تهديدا على الأمن القومي المصري.
يتبع..
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..