عمون – يبتعد العديد من الأشخاص العاملين عن فكرة بدء مشروع جانبي؛ بحجة أنهم لا يمتلكون الوقت الكافي للاهتمام به. ففي النهاية، هناك فواتير يجب دفعها، ورسائل بريد إلكتروني ومراسلات يجب الرد عليها، وأطفال يجب إطعامهم وكسوتهم والعناية بهم، إلى جانب الاهتمام برفاهية أنفسهم، وصحتهم العقلية.
لكن رغم كل ذلك، يجب أن يكون لديكِ مشروعكِ الجانبي، وليس من المفترض أن يسيطر على حياتكِ بالكامل.
وفي ظل المنشورات ومقاطع الفيديو الكثيرة، للمؤثرين الذين يجعلون كل شيء يبدو سهلاً للغاية، ويتمكنون بطريقة ما من إيجاد وقتٍ لكل شيء في يوم واحد.. ربما تنظرين إلى حياتكِ الخاصة، وتسألين نفسكِ: كيف يمكن أن ينجح هذا بالنسبة لي؟.. وقد تتخلين عن فكرة أنه يمكنكِ إنشاء مشروع جانبي أو عمل مستقل بنجاح، وتصلين إلى استنتاج، مفاده أن أنماط الحياة التي تصورينها على شاشة هاتفكِ لا يمكن تحقيقها إلا من قبل عبقري، أو شخصٍ خارق.
لكن في الواقع، لستِ بحاجة إلى قضاء ساعاتٍ طويلة في عملكِ الجانبي كل يوم؛ ليصبح ناجحاً، ويكسبكِ المال على الأقل في البداية، أي أنكِ لا تحتاجين سوى إلى العمل بدوام كامل مرتين في الأسبوع؛ لتتمكني من بدء مشروعكِ الجانبي. إليكِ شرحاً بسيطاً لكيفية نجاح هذا الأمر بالنسبة لكِ.
حددي أهدافًا واضحة:
تحديد ما تريدين تحقيقه بالضبط هو ما تحتاجين إليه أولاً، فمعرفة المشروع الجانبي الذي ترغبين في متابعته، وفي أي صناعة، وأهدافكِ المهنية والمالية، ستمكنكِ من تحديد جدول زمني، ومواعيد نهائية واقعية لنفسكِ.
وتذكري، لا يوجد شيء محبط أكثر من عدم الواقعية مع وقتكِ المحدود، ومقارنة نتائجكِ بما يمكنكِ إنجازه بنتائج ما تشاهدينه على الإنترنت. لذا، كوني صبورةً، وامنحي نفسكِ بعض الوقت، وكذلك حددي أهدافكِ الشخصية، التي تأخذ نمط حياتكِ بعين الاعتبار.
ابدئي بسهولة:
بدلاً من إقحام نفسكِ في شيء يستغرق وقتاً طويلاً لبنائه، أو يتطلب منكِ تعلم مهارة جديدة تماماً، ابدئي بشيء سهل، تعرفينه بالفعل، أو تشعرين بالشغف تجاهه. وابحثي عن مشروع جانبي يناسب وقتكِ، وجدولكِ الزمني بسلاسة تقريبًا، إذ إن إحدى أفضل الطرق للقيام بذلك، هي تحويل هوايتكِ إلى عمل جانبي، لأنه من المرجح أن تقضي وقتاً في ممارسة هواياتكِ، فهي على أي حال تتيح لكِ كسب المال أثناء القيام بما تستمتعين به.
على سبيل المثال، إذا كنتِ تحبين قضاء الوقت مع الحيوانات، وتستمتعين بتربية كلابكِ، فيمكنكِ إنشاء عمل جانبي يوفر خدمات المشي بالكلاب، أو تدريبها أو رعاية الكلاب في منطقتكِ. أو إذا كنتِ تستمتعين بالإبداع، فيمكنكِ إنشاء عمل جانبي لتعليم الفن، أو التصميم الغرافيكي عبر الإنترنت.
ركزي وحددي الأولويات:
لتحقيق أقصى استفادة من وقتكِ المحدود بشكل فعال، ومن الساعات القليلة المتاحة كل أسبوع، فإنكِ تحتاجين إلى الحفاظ باستمرار على تركيزكِ. لذا حددي أولويات المهام، التي تتطلب جهداً منخفضاً، لكنها تحقق تأثيراً كبيراً. فكري على هذا النحو: لديَّ ثلاث ساعات يوم الأحد للعمل على عملي الجانبي، فما أهم الأشياء التي تتطلب انتباهي الآن؟.. وما المهام التي ستحقق لي أكبر فائدة؟
استخدمي أدوات الذكاء الاصطناعي:
يمكن أن تساعدكِ أدوات الذكاء الاصطناعي في تسريع التقدم، وتحقيق النتائج بشكل أسرع مما كنتِ تتخيلين أنكِ قد تفعلينه بمفردكِ. والمفتاح هو فهم المجالات الرئيسية لعملكِ الجانبي، التي يمكن أن تستخدم الأتمتة، وتوصيلها بشكل استراتيجي بحيث تكمل عملكِ الحالي.
خصصي وقتاً:
حتى لو كانت لديكِ ثلاث ساعات فقط في الأسبوع، فيمكنكِ أن تكوني فعالةً للغاية؛ إذا قمتِ بتقسيم وقتكِ، وخططتِ لكيفية إنفاق هذه الساعات مسبقاً. على سبيل المثال، يمكن أن يكون جدول إطلاق مشروعك الجانبي على النحو التالي:
– 60 دقيقة للتخطيط وتحديد الأهداف، ومراجعة ما نجح وما لم ينجح الأسبوع الماضي، ودمج هذه الملاحظات في تخطيطكِ.
– 60 دقيقة لتنفيذ المهام الرئيسية، مثل: تقديم عرض للعملاء، وكتابة منشور واحد في المدونة، وجدولة ثلاثة إلى خمسة منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وبناء ملف تعريف مستقل، وتحديث صفحة خدمات، أو استيراد قوائم المنتجات إلى متجر التجارة الإلكترونية الخاص بكِ.
– 60 دقيقة أخيرة؛ للتواصل عبر الإنترنت، وتقديم القيمة من خلال التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الرد على العملاء، ورسائل البريد الإلكتروني.
“زهرة الخليج”
