داخل قرية شبرا بابل التابعة لمركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، برزت قصة نجاح فريدة من نوعها، بطلتها فتاة شابة تُدعى غرام محمد، التي لم يتجاوز عمرها 18 عامًا.
ورغم صغر سنها، أصبحت غرام أصغر ميكانيكي فسب في المحافظة، بعد أن تعلمت أصول المهنة من والدها الأسطى محمد، صاحب ورشة لتصليح الفسب والموتوسيكلات.
أصغر أسطى ميكانيكي في الغربية، قصة نجاح مصرية
وبدأت حكاية غرام محمد أصغر أسطى ميكانيكي في الغربية منذ طفولتها، عندما كانت تراقب والدها أثناء عمله في الورشة.
وكان حبها للمهنة يتعزز يومًا بعد يوم، حتى جاءت اللحظة التي غيرت مسار حياتها، حيث تروي غرام، “كنت أجلس في الورشة، وجاء أحد الزبائن ليُصلح فسبا معطلة، لم يكن والدي متواجدًا في تلك اللحظة، فقررت تجربة تصليحها بنفسي، وبعد نجاحي في المهمة، كانت هذه بداية تعليمي الفعلي للمهنة”.
ومنذ تلك اللحظة، بدأ والدها في تدريبها بشكل جدي، حيث علّمها كل التفاصيل الدقيقة لصيانة الفسب، من فك وتركيب القطع إلى إصلاح الأعطال الميكانيكية والكهربائية.
وتعلمت غرام قيادة الفسب لتتمكن من اختبارها بعد التصليح، وتقول غرام، “كنت أتعلم بشغف، وكنت دائماً أطمح لأن أكون مختلفة وأصنع لنفسي مكاناً في هذا المجال”.
طموح غرام لم يتوقف، ومركز صيانة متكامل حلمها الأكبر
ولم تكتفِ غرام بتعلم المهنة فقط، بل قررت تحويل حلمها إلى واقع، حيث افتتحت ورشتها الخاصة لتصليح الفسب، لتصبح بذلك نموذجاً للشباب الطموح، ورغم نجاحها في إدارة الورشة، إلا أن أحلامها لم تتوقف عند هذا الحد، حيث تطمح غرام إلى افتتاح مركز صيانة متكامل يشمل خدمات الدوكو والسمكرة بالإضافة إلى صيانة الفسب.
وتشير غرام إلى التحديات التي واجهتها كامرأة في مجال يهيمن عليه الرجال، لكنها تؤكد أن دعم والدها وإيمانها بنفسها كانا الدافع الأكبر للاستمرار وتحقيق النجاح، وأضافت، “المجتمع قد يستغرب وجود فتاة تعمل في هذه المهنة، لكنني أثبت أن المرأة قادرة على العمل والنجاح في أي مجال تختاره”.
اليوم، أصبحت غرام نموذجاً يحتذى به بين شباب قريتها، وملهمة للفتيات اللاتي يبحثن عن فرصة لإثبات أنفسهن في مجالات غير تقليدية.
وتختتم غرام حديثها برسالة للشباب: “الإصرار والعمل الجاد هما الطريق لتحقيق أي حلم، لا تخافوا من التحديات، فهي جزء من طريق النجاح”.
قصة غرام محمد ليست مجرد نجاح شخصي، بل هي رسالة تحمل في طياتها الأمل والإلهام لجيل جديد يسعى لتحقيق أحلامه رغم كل التحديات.