وجاء في البيان الصادر عن المكتب: “وافقت (إسرائيل) على دعوة الوسطاء المدعومين من الولايات المتحدة، وسترسل وفدًا إلى الدوحة يوم الاثنين في محاولة لدفع المفاوضات قدمًا”.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” سيرأس الوفد الإسرائيلي منسق ملف الأسرى والمفقودين في الحكومة الإسرائيلية غال هيرش، إلى جانب مسؤول كبير في جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) يُشار إليه بالرمز “م.” كما سيشارك مستشار رئيس الوزراء السياسي، أوفير فالك، في المحادثات. وكان نفس الوفد قد توجه إلى قطر في فبراير الماضي.
يأتي هذا التطور بعد تقارير من وسائل إعلام عربية أفادت بأن حركة حماس أعربت عن استعدادها للموافقة على تمديد مؤقت للمرحلة الأولى من الهدنة خلال شهر رمضان، يتضمن إطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
شاهد أيضا.. تخوف إسرائيلي من دخول واشنطن في مفاوضات مباشرة مع حماس
وفي هذا السياق، صرح المتحدث باسم حماس بأن هناك “مؤشرات إيجابية” لبدء مناقشة المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى، مؤكدًا أن الحركة “مستعدة للمشاركة في مفاوضات المرحلة الثانية بطريقة تلبي مطالب شعبنا”، داعيًا إلى “تكثيف الجهود لمساعدة قطاع غزة ورفع الحصار عن شعبنا الذي يعاني.”
نفي إسرائيلي لأي تقدم في المفاوضات
ورغم تصريحات حماس، قال مسؤول إسرائيلي لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إنه “ليس على علم بأي تقدم في المحادثات بشأن المرحلة الثانية.”
وذكرت وسائل اعلامية يوم السبت أن هناك اتفاقًا على تمديد الهدنة خلال شهر رمضان الذي ينتهي في 29 مارس، لكن التقرير لم يوضح عدد الأسرى الذين ستفرج عنهم حماس بموجب هذا الاتفاق، ولم تؤكد أي مصادر أخرى صحة هذه المعلومات.
وكانت المرحلة الأولى من الاتفاق بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس قد انتهت رسميًا الأسبوع الماضي، وكان من المفترض أن تبدأ المحادثات حول المرحلة الثانية في 3 فبراير، لكن الاحتلال امتنع فعليًا عن المشاركة، إذ تتطلب هذه المرحلة انسحابًا إسرائيليًا كاملًا من قطاع غزة والتزامًا بإنهاء الحرب بشكل دائم مقابل إطلاق سراح بقية الأسرى الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة.
في المقابل، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى تمديد المرحلة الأولى للسماح بإطلاق سراح المزيد من الأسرى دون الالتزام بإنهاء العدوان، وهو ما ترفضه المقاومة الفلسطينية.
اجتماعات أمنية إسرائيلية لمناقشة المرحلة المقبلة
وفي ظل هذا الجمود، لا يزال الوضع غير واضح بشأن الخطوات القادمة، إذ تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن هناك 59 أسيرًا لا يزالون في غزة، يُعتقد أن 24 منهم على قيد الحياة.
إقرأ المزيد .. تهديدات الصهاينة لقطاع غزة تتصاعد في محاولة للضغط على حماس
وأفاد مسؤول إسرائيلي بأن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو سيعقد مساء السبت تقييمًا للوضع عبر الهاتف لمناقشة الجهود المبذولة لتحرير الأسرى. كما سيعقد نتنياهو اجتماعين يوم الأحد، أحدهما للحكومة والآخر للمجلس الوزاري الأمني المصغر لمناقشة المسار المستقبلي.
توتر بين الكيان وإدارة ترامب بسبب محادثات واشنطن مع حماس
وفي تطور آخر، ظهرت أولى بوادر التوتر بين الاحتلال وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد الكشف عن محادثات مباشرة أجرتها واشنطن مع حماس بشأن الإفراج عن أسرى أمريكيين محتجزين لدى الحركة.
ووفقًا لتقرير نشرته “تايمز أوف إسرائيل”، فقد “أثار غضب وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر على مبعوث الرهائن الأمريكي آدم بوهلر خلال مكالمة هاتفية يوم الثلاثاء، بعد أن علم الاحتلال باجتماع غير مسبوق عقده بوهلر مع وفد حماس بقيادة خليل الحية في الدوحة.”
وحاول بوهلر تهدئة الأوضاع وأوضح أن هذه “كانت مجرد مناقشات أولية مع حماس، وأنه لن يتم التوصل إلى أي اتفاق دون موافقة إسرائيل”، حسبما أفاد مسؤول غربي للصحيفة.
وفي الوقت نفسه، ذكرت قناة “كان” الإسرائيلية يوم السبت أن الولايات المتحدة عرضت على حماس صفقة يتم بموجبها الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء مقابل وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا.
لكن التقرير أشار إلى أن “الكيان بالكاد يشارك في هذه المفاوضات، والمحادثات مع حماس تجري فوق رأسه”، وهو ما يزيد من تعقيد الموقف بين واشنطن وتل أبيب.
ورغم التوترات، سعى نتنياهو إلى تهدئة الأجواء من خلال تقديم الشكر للرئيس ترامب على دعمه المستمر للكيان، حيث كتب على منصة إكس (تويتر سابقًا): “شكرًا لك، الرئيس ترامب، على دعمك الجريء لإسرائيل في حربنا العادلة ضد حماس.”
خطة تصعيد عسكري إسرائيلي إذا فشلت المفاوضات
وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال اليوم بأن الاحتلال الإسرائيلي لديه خطط لتصعيد حربه ضد حماس إذا قرر نتنياهو أن المفاوضات لم تحقق تقدمًا أو أن مطالب حماس مرتفعة للغاية.
وبحسب الصحيفة، فقد تشمل المرحلة المقبلة قطع إمدادات الكهرباء والمياه عن غزة، وذلك بعد أن أوقف الاحتلال بالفعل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
كما أشارت الصحيفة إلى أن الاحتلال قد يلجأ لاحقًا إلى تنفيذ ضربات جوية وعمليات عسكرية، وفي مرحلة لاحقة قد يعيد قواته إلى شمال غزة لدفع السكان الفلسطينيين إلى مناطق أخرى داخل القطاع.
الدعم الأوروبي للخطة العربية لإعادة إعمار غزة
في سياق آخر، أعرب وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا يوم السبت عن دعمهم لخطة إعادة إعمار غزة التي تقودها الدول العربية، والتي تقدر تكلفتها بنحو 53 مليار دولار، مع التأكيد على ضرورة عدم تهجير الفلسطينيين من القطاع.
وقال الوزراء في بيان مشترك: “تقدم الخطة مسارًا واقعيًا لإعادة إعمار غزة، وتعد – إذا تم تنفيذها – بتحسين سريع ومستدام للأوضاع الكارثية التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع.”
وكانت هذه الخطة قد تبنتها جامعة الدول العربية في قمة عقدت في القاهرة يوم الثلاثاء، وهي تتضمن تشكيل لجنة مستقلة من الخبراء لإدارة غزة لمدة ستة أشهر، قبل أن يتم تسليمها إلى السلطة الفلسطينية.
لكن اميركا والكيان الاسرائيلي رفضا الخطة، حيث يدعم نتنياهو مقترح الرئيس ترامب الذي يدعو إلى إجلاء سكان غزة وإعادة إعمارها لتصبح “ريفيرا الشرق الأوسط.”
وسط كل هذه التطورات، لا تزال المحادثات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى غير محسومة، في ظل تصاعد الضغوط السياسية والعسكرية على الأطراف المعنية، مما يجعل المرحلة القادمة محفوفة بالتحديات والمخاطر.