بينما تبدو المحيطات في غاية الهدوء، قد تحدث لحظة تنقلب فيها، مُحدثة سلسلة من الأمواج المدمرة، إذ تعرف تلك الظاهرة الطبيعية القوية، بـ”تسونامي“، إذ تتعدى كونها مجرد حركة مائية، إذ تمثل قوة هائلة وراء العديد من الكوارث التي تركت آثارًا كبيرة على الإنسان والطبيعة.
ما هو تسونامي؟
في الأيام الأخيرة، أثار زلزال قوي ضرب شمال كاليفورنيا تحذيرًا مؤقتًا من تسونامي، شمل حوالي 5 ملايين شخص على امتداد الساحل الغربي للولايات المتحدة.
وبالرغم من إلغاء التحذير لاحقًا، تبقى هذه الأمواج تهديدًا مستمرًا يستدعي النظر في أسبابها وتأثيراتها.
ويأتي مصطلح “تسونامي” من اليابانية، ويعني “موجة الميناء”، ويشير إلى سلسلة من الأمواج التي تنتج عن تغير مفاجئ في المحيط، غالبًا نتيجة زلازل تحدث في مناطق تكتونية.
وعندما تحدث اضطرابات في قاع المحيط، يتم إطلاق طاقة هائلة تنتقل عبر المياه بسرعة قد تصل إلى 800 كيلومتر في الساعة.
الدمار الذي يتركه التسونامي على الشواطئ
وعلى إثر ذلك، عندما تصل أمواج التسونامي إلى اليابسة، فإن سرعتها تتحول إلى طاقة تدميرية هائلة، ما يؤدي إلى فيضانات مدمرة قد تستمر لساعات أو أيام.
ووصفت هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية التسونامي بأنه “أحد أقوى وأشد القوى الطبيعية تدميرًا”، وتعتبر تيارات المياه القوية قادرة على اجتياح المدن والتسبب في دمار شامل.
إحصائيات وأماكن مهددة
ووفقًا لما ذكرته وكالة “أسوشيتد برس” خلال تقرير، أن موجات تسونامي الكبيرة تحدث مرتين سنويًا، بينما تسجل حالات أكثر تدميرًا تحدث كل عقد.
وفقًا للبيانات العالمية، فإن المحيط الهادئ يعد المنطقة الأكثر عرضة لهذه الظاهرة، إذ سجّلت نحو 78% من حوادث التسونامي بين عامي 1900 و2015، اليابان، روسيا، وإندونيسيا هي بعض من الدول الأكثر تأثرًا، نظرًا لأن هذه المناطق تقع ضمن نطاق الزلازل والتغيرات التكتونية.
أبرز تسوناميات التاريخ
تسونامي المحيط الهندي (2004): تسبب زلزال قوي قبالة سواحل إندونيسيا في حدوث تسونامي بلغ ارتفاعه 51 مترًا، مما أدى إلى وفاة حوالي 230 ألف شخص في عدة دول.
تسونامي اليابان (2011): زلزال بقوة 9.1 درجة ضرب السواحل اليابانية، مسببًا تسونامي بارتفاع 39 مترًا، وأدى إلى مقتل نحو 18 ألف شخص، بالإضافة إلى الكارثة النووية التي تبعتها.
التحديات المستقبلية والتكنولوجيا الحديثة
وعلى الرغم من التطورات التكنولوجية التي ساعدت في تحسين نظم الإنذار المبكر، يظل التسونامي واحدًا من أكبر التهديدات الطبيعية التي تواجه البشرية.
ويتطلب تقليل تأثيراته فهمًا أعمق لآلياته وأسبابه، بينما تظل المحيطات شاهدة على قوى الأرض المدمرة، وما زالت الأبحاث جارية لتطوير طرق للحد من الخسائر الناجمة عنها.