سامية جمال، إحدى أبرز نجمات الفن والاستعراض في تاريخ السينما المصرية، تمتعت بمسيرة فنية حافلة بالنجاحات والإبداع، لكنها لم تكن خالية من التحديات والصعوبات، وخلف بريق الشهرة والكاميرات، واجهت سامية جمال محطات صعبة وتفاصيل مؤثرة في مشوارها الفني، مما جعل قصتها مثالًا على الإصرار والقوة في التغلب على العقبات لتحقيق أحلامها.
وتُعتبر سامية جمال من أبرز الأسماء في عالم الفن والاستعراض، واشتهرت بأنها صاحبة واحدة من أصعب البدايات في المجال الفني مقارنة بزملائها من جيلها والأجيال التي تلتها، رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها في بداية مشوارها، استطاعت أن تصنع لنفسها مكانة مميزة في عالم الفن، لتصبح رمزًا للإصرار والنجاح الذي يُلهم الأجيال القادمة.
وتحل اليوم ذكرى رحيل الفنانة الكبيرة سامية جمال، التي وُلدت باسم “زينب” في محافظة بني سويف، حيث أُطلق عليها هذا الاسم تيمنًا بالسيدة زينب، كان والدها يعمل كـ”ترزي” في بني سويف، قبل أن تضطره ظروف الحياة الصعبة للانتقال مع أسرته إلى القاهرة بحثًا عن فرص أفضل.
مذكرات سامية جمال
والراقصة الراحلة كتبت في بداية مذكراتها قائلة، “كنا فقراء إلى أبعد حد، نعيش في بيت متواضع، في أغلب الأحيان نأكل العيش والملح فقط بسبب ضيق الحال”.
وعندما كانت سامية جمال في الخامسة من عمرها، تزوج والدها من سيدة أخرى، وهو ما جلب الكثير من المتاعب للأسرة، ورغم الصعوبات، وافقت والدتها على أن تعيش ضرتها معها في نفس المنزل، مما علمها دروسًا في التسامح والتعايش، وعندما مرضت والدتها وتوفيت، تحركت سامية بمفردها إلى المستشفى لتتحدث إلى جثمان والدتها، في مشهد يعكس قوتها الداخلية وحزنها العميق.
وتسبب تعامل زوجة والد سامية جمال في معاناتها منذ صغرها، حيث كانت تجبرها على العمل في تنظيف وترتيب المنزل كخادمة، وتمنعها من الذهاب إلى الكتاب والمدرسة، وبعد وفاة والدتها، أصبحت سامية تتعرض للضرب بشكل مستمر من الجميع، كما قامت زوجة والدها بحلق جزء من شعرها بسبب حبها للرقص في سن مبكرة، وتعمدت أن تخرج إلى الشارع بهذا الشكل يوميًا لكي يسخر منها الجميع وهي في العاشرة من عمرها، ولكن بعد فترة، طلق والدها زوجته، وعاشت سامية خلال الشهرين التاليين أفضل أيام حياتها، حيث لم تتعرض خلالها للضرب.
