ذكرى وفاة الفنان توفيق الدقن، تمر اليوم ذكرى وفاة الفنان المصري الكبير توفيق الدقن، أحد أروع وأشهر الفنانين في تاريخ السينما المصرية، وُلد توفيق الدقن في 3 مايو 1924، وتوفي في 26 نوفمبر 1988، إلا أن إرثه الفني لا يزال حاضراً في الذاكرة الجماهيرية المصرية والعربية، ومن بين الأسماء التي لن تنسى في عالم الفن.
توفيق الدقن، من خلف الكواليس إلى الأضواء
كان توفيق الدقن من أبناء محافظة المنوفية، مركز بركة السبع، وحصل على شهادة الثانوية العامة قبل أن يقرر أن يسلك طريق الفن، حصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1950، بدأ مشواره الفني من خلال المسرح، الذي عمل به نحو 10 سنوات، رغم أن بداية توفيق الدقن كانت متواضعة، إلا أنه أثبت براعته في أدوار متنوعة، مما جعله واحداً من أشهر الممثلين الذين تميزوا بالقدرة على أداء الأدوار الثانوية ببراعة واحترافية، حتى ان زملائه أصحاب البطولة كانوا يخشون من حضوره لأنهم وصفوه ببساطة “كان بيخطف الكاميرا”.
توفيق الدقن في ذاكرة السينما المصرية
أثبت توفيق الدقن نفسه في السينما المصرية من خلال مجموعة من الأدوار المتنوعة التي قدمها ببراعة، كان يتمتع بموهبة فريدة جعلته يتنقل بين الأدوار المختلفة بسهولة، سواء في الأدوار الشريرة أو حتى الأدوار الكوميدية من أشهر أفلامه التي ساهمت في تأصيل مكانته في الذاكرة السينمائية فيلم “ابن حميدو” و “سر طاقية الاخفاء”، “في بيتنا رجل” حيث أدى أدواراً تميزت بالقوة والعمق، ولم يكن يقتصر في أدواره على نمط معين بل كان يتنوع بين الشخصيات القوية والضعيفة.
كان توفيق الدقن يملك حضوراً طاغياً في أفلامه، إذ كان غالباً ما يقدم في أدوار الرجل الشرير، الذي يحمل في طياته قوة الشخصيات الدرامية المركبة. ومن أبرز أفلامه التي تركت أثراً في تاريخ السينما “درب المهابيل“، “المتمردون” و”الناصر صلاح الدين”، وله 12 فيلما ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في السينما المصرية.
توفيق الدقن، فن الأداء الحقيقي كانوا سبب لعنته في الحياة
لم يكن توفيق الدقن مجرد ممثل عادي، بل كان فناناً يمتلك حساسية فنية عالية وقدرة على فهم وتحليل الشخصيات التي يؤديها، كان يتقن تحول الشخصيات بشكل مذهل، وكان معروفاً بقدرته على جذب الانتباه حتى في أدوار لا تتجاوز دقائق معدودة على الشاشة، إضافة إلى موهبته في التمثيل، فقد كان يمتلك قدرة على التأثير في الجمهور من خلال الأداء الصادق والمتقن، لدرجة انه عاني في بداية حياته من نظرة المجتمع له على انه رجل شرير ولص سكير وقاتل، فكان يرى الخوف أحيانا والغضب أحيانا أخرى في عيون الجماهير بسبب إتقانه لأدوار الشر.
أشهر افيهات توفيق الدقن
بالرغم من أغلب أدواره كانت محصورة في شخصيات الشرير، إلا انه ببراعته نجح في تغليقها بطابع كوميدي وخلدها بعبارات لا تنسى، ومن أشهر افيهاته التي مازالت تستخدم لوقتنا هذا “أحلى من الشرف مفيش، آلو يا همبكة، آلو يا أمم، أستر يا اللي بتستر، يا آه يا آه، أهلا فسهلا، صلاة النبي أحسن، العلبة ديه فيها إيه، أنا راجل لعين”
ذكرى وفاة توفيق الدقن
على الرغم من مرور أكثر من 35 عاماً على وفاته، يبقى توفيق الدقن من الأسماء التي تذكرها الأجيال الجديدة من عشاق السينما المصرية. وتتواصل عروض أفلامه على شاشات التلفزيون، وله مكانة خاصة في قلوب المشاهدين، الذين يقدرون فنه وأداؤه الاستثنائي، في أكثر من 350 عمل متنوع بين السينما والمسرح والتلفزيون.