عمون – تعد القهوة من أكثر المشروبات استهلاكًا حول العالم، حيث يفضلها الملايين لما لها من طعم مميز وقدرتها على زيادة النشاط بفضل محتواها من الكافيين. ومع تنوع أنواع القهوة، بدءًا من المطحونة إلى سريعة التحضير، يظل النقاش مستمرًا حول تأثيراتها الصحية.
في حين أن العديد من الدراسات تشير إلى فوائد القهوة، مثل تعزيز التركيز والحماية من بعض الأمراض، إلا أن هناك بعض المخاوف بشأن مكوناتها التي قد تكون ضارة إذا تم تناولها بكميات كبيرة. فقد حذر الخبراء من أن الإفراط في شرب القهوة سريعة التحضير قد يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. ذلك لأن هذا النوع يحتوي على ضعف كمية مادة الأكريلاميد، وهي مادة كيميائية تتكون عند تحميص الطعام، بما في ذلك حبوب البن، في درجات حرارة مرتفعة. وقد تم تصنيف الأكريلاميد من قبل الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) على أنه “مسرطن للبشر”، مما يعني أنه قد يسبب السرطان.
وأظهرت الدراسات المعملية أن الأكريلاميد قد يسبب سرطان الرئة والجهاز التناسلي في الحيوانات، كما تشير الأدلة إلى أنه قد يمثل خطرًا مماثلًا على البشر. في دراسة أجريت في بولندا عام 2013، تبين أن القهوة سريعة التحضير تحتوي على ضعف كمية الأكريلاميد مقارنة بالقهوة المطحونة الطازجة. لكن الباحثين في جامعة ماكجيل بكندا أفادوا بأن تناول 10 أكواب من القهوة سريعة التحضير يوميًا فقط يمكن أن يصل بمستوى الأكريلاميد إلى حدود قد تثير القلق.
على الرغم من هذه المخاوف، تظل القهوة سريعة التحضير مصدرًا جيدًا للمضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا، شريطة تناولها باعتدال. ووفقًا للدكتور بال موروفيتش هورفات من جامعة سيميلويس، تحتوي القهوة سريعة التحضير على مادة الميلانويدات، وهي مضاد أكسدة يعزز تنوع البكتيريا في الأمعاء، مما قد يساعد في الوقاية من الأمراض.
إذا كنت تهتم بصحة قلبك وعقلك، فقد تكون القهوة المفلترة أو الإسبريسو الخيار الأمثل. تشير الأبحاث إلى أن القهوة المفلترة، التي تتم عن طريق تمرير الماء الساخن عبر حبوب البن المطحونة من خلال مرشح، تساهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وهي السبب الرئيسي للنوبات القلبية. دراسة نرويجية أجريت على 500 ألف شخص وجدت أن شرب أربعة أكواب من القهوة المفلترة يوميًا يعزز صحة القلب.
أما بالنسبة للقهوة الإسبريسو، فقد أظهرت دراسة إيطالية في 2023 أن مستخلصات الإسبريسو ساعدت في تقليل تراكم البروتين السام (تاو) في الدماغ، وهو البروتين المرتبط بالخرف. كما أظهرت أبحاث أخرى أن الكافيين يساعد في تقليل تراكم الأميلويد ويخفف الالتهابات ويحد من موت خلايا الدماغ، ما قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف، على الرغم من أن هذه النتائج تم إثباتها فقط على الفئران حتى الآن.
بشكل عام، القهوة يمكن أن تكون مفيدة إذا تم تناولها بشكل معتدل ومتوازن.
“وكالات”