وتقام الفعالية، الأكبر من نوعها حتى الآن، في إطار المساعي الرامية إلى تعزيز مكانة الرياض الرائدة عالمياً في قطاع الأمن السيبراني، حيث تمثل دورة هذا العام إضافة مميزة إلى سلسلة معارض بلاك هات في لاس فيجاس وسان فرانسيسكو وسنغافورة.
أكبر معرض للأمن السيبراني
يقام المؤتمر على مساحة 53 ألف متر مربع، ليسجل رقماً قياسياً عالمياً كأكبر معرض للأمن السيبراني من حيث المساحة.
وتتميز دورة عام 2024 ببرنامج محتوى واسع ومنطقة مخصصة للأنشطة، مع أربعة أنشطة جديدة لتحدي خبراء الأمن السيبراني.
ومن المقرر إطلاق النسخة الثالثة من المؤتمر السنوي على مساحة تزيد بمقدار 8 آلاف م2، عن أقرب منافسيه، ما يمثل نمواً بنسبة 51% عن مساحة دورة عام 2023.
ويعود هذا النمو الكبير إلى الزيادة اللافتة في عدد الجهات العارضة التي تشارك للمرة الأولى، بما فيه ذلك أكسونيوس وزي سكايلر وثريتلوكر، بالإضافة إلى إطلاق أنشطة ومسارات جديدة، مع برنامج موسع لمشاركة المعارف والخبرات.
450 علامة تجارية
وتتميز دورة هذا العام بمشاركة جهات عارضة تمثل أكثر من 450 علامة تجارية، من بينها 240 تشارك علامة للمرة الأولى في المؤتمر، ونفدت المساحات المخصصة للفعالية. وتعكس مشاركة هذه العلامات التجارية زيادة بنسبة 28% في التمثيل الدولي والمحلي.
وتشارك في الفعالية 40 شركة ناشئة، ما يمثل زيادة بنسبة 135% مقارنة مع عام 2023. ويشهد المؤتمر أيضاً مشاركة ممثلين عن أكثر من 130 دولة، إلى جانب وجود ستة أجنحة وطنية من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والهند وتركيا ومصر وباكستان، مما يسهم في الارتقاء بسوية تبادل الابتكارات في مجال الأمن السيبراني على المستوى العالمي.
وقالت أنابيل ماندر، نائب الرئيس الأول في تحالف، التي تنظم المؤتمر بالتعاون مع الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز: “يسهم مؤتمر بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2024 في ترسيخ مكانة الرياض في مجال الأمن السيبراني على الصعيد الدولي، لا سيما مع مشاركة غير مسبوقة من أبرز المؤثرين العالميين والمدربين المحترفين وخبراء الاختراق وصناع القرار من بعض أكبر المؤسسات العالمية وأكثرها اهتماماً بالشؤون الأمنية”.
وأضافت: “يسلط نمو الفعالية المتسارع الضوء على المساعي الطموحة في المملكة العربية السعودية لريادة الابتكار ضمن مجال الأمن السيبراني، في إطار رؤية السعودية 2030”.
مواضيع المحتوى المخصصة للشباب
تشكل فعالية بلاك هات كامبس في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا محطة بارزة في المؤتمر، وهي منصة قائمة على المحتوى تجمع أبرز الموردين والجامعات ومقدمي الخدمات الاستشارية.
وتشهد هذه الفعالية زيادة بنسبة 75% في عدد الجلسات لعام 2024، والتي تم تصميمها بهدف تعزيز ثقافة الجيل الجديد من خبراء الأمن السيبراني وتمكينهم.
ويحظى الضيوف بفرصة المشاركة في عروض مباشرة واستكشاف أحدث الأدوات مفتوحة المصدر، بالإضافة إلى المشاركة في عروض تفاعلية يقدمها خبراء القطاع.
وتوفر ورش الإرشاد الجديدة للطلاب المحليين إمكانية الوصول إلى التدريبات العملية القيّمة بإشراف قادة الأمن السيبراني العالميين، ما يسهم في سد الفجوة بين التعليم الأكاديمي والتطبيق العملي.
ومن المقرر أن تتضمن الفعالية كلمات لأبرز مسؤولي الشركات المدرجة ضمن قائمة فورتشن 500، ووكالات فيدرالية أمريكية مثل باير ويونيليفر وجاغوار وكوكا كولا ووينديز.
ومن جانبه قال ستيف دورنينج، مدير الفعالية: “نسعى إلى تزويد الطلاب المحليين بفرصة التواصل مع قادة القطاع والاستفادة من خبراتهم القيّمة، بهدف سد الفجوة بين التعليم النظري والتطبيق العملي، فضلاً عن إعداد الجيل الجديد من قادة الأمن السيبراني”.
وأضاف: “توفر الفعالية فرصة فريدة للتواصل مع صناع القرار والحصول على فرص للتطور والتوظيف، سواء لطلاب الجامعات المتحمسين لبدء مسيرة مهنية في المجال السيبراني، أو المتخصصين المبتدئين والراغبين بتعزيز مسيرتهم المهنية في مجال الأمن السيبراني. كما يمكنهم المشاركة في العديد من العروض التوضيحية العملية ذات الصلة، التي تتضمن جلسات تعليمية مخصصة وأنشطة تفاعلية تثري شغفهم في مجال الأمن السيبراني”.
وبدورها قالت إيرينا فولنيتسكا، رئيسة جامعة سيت والمتحدثة في الفعالية هذا العام: “لا يقتصر مستقبل الأمن السيبراني على الحماية من التهديدات، بل يتخطى ذلك إلى إعادة رسم ملامح المشهد بأكمله للوصول إلى عالم أكثر أماناً وترابطاً”.
وتابعت: “وإننا نحتاج إلى نمط تعلم جديد، بالتوازي مع تسارع وتيرة التغيير وتناقص زمن الاستفادة من المهارات؛ ويتم ذلك من خلال توفير التعليم المباشر والعملي، بما يتماشى مع تسارع وتيرة التحديات التي نواجهها. ويحقق الغاية من إقامة فعالية بلاك هات كامبس، بصفتها الوجهة الأمثل لانطلاق جيل القادة الشباب وتأهيلهم لمواجهة التحديات الراهنة وإرساء قواعد ومعايير جديدة. وأسعى من خلال جلساتي إلى تحقيق هذه الغاية وتوفير الإلهام اللازم لإحداث تأثير إيجابين بما يعود بالخير على الجميع في ظروف العالم المعقدة”.
وتتضمن دورة هذا العام إطلاق سايبر سيرج بوت كامب، المبادرة الرائدة التي تهدف إلى تعزيز نمو الشركات الناشئة في مجال الأمن السيبراني في المملكة العربية السعودية. كما يزود هذا البرنامج رواد الأعمال الطموحين بالأدوات والموارد والإرشادات اللازمة من أجل تطبيق أفكارهم المبتكرة.
فرص التدريب والابتكار
تتضمن الفعالية لهذا العام ورشاً إرشادية مغلقة، توفر فرص التدريب والإرشاد المباشر للمجتمع المحلي. كما تُتاح فرصة التسجيل في هذه الجلسات الخاصة لأكثر من 25 طالباً يومياً، مما يسهم في تزويدهم بالتحليلات والمهارات التي تساعدهم على تحديد ملامح مسيرتهم المهنية، والمشاركة في تعزيز نمو قطاع الأمن السيبراني وتحقيق رؤية السعودية 2030.
وتحدّث لانس جيمس، المؤسس والرئيس التنفيذي للابتكار في شركة يونيت 221 بي، عن تجربته بصفة متحدث رئيسي في دورة العام الماضي؛ ووصف جيمس الفعالية بالمساحة الحيوية لتعزيز المواهب الشابة في مجال الأمن السيبراني.
وأضاف: “تتيح لنا استضافة الجلسات التدريبية، المخصصة لطلاب المدارس الثانوية والجامعات، التعرف على أهمية الإرشاد في تعزيز الشغف ضمن مجال الأمن السيبراني”.
وتابع: “يتجلى نجاح الفعالية في تطور العقول الشابة، وانتقالها من حب الاطلاع إلى امتلاك الثقة بقدرة أصحابها على مواجهة التحديات السيبرانية الفعلية. ويعكس البرنامج الدور الكبير الذي يلعبه التعليم المبكر والإرشاد في توفير فرص مهنية مثمرة للجيل القادم، وضمان استمرارية الاستقرار والنمو في قطاع الأمن السيبراني”.
ويقدم مؤتمر بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا مركز عمليات الشبكة الخاص به من شركة جروب آي بي، عقب تقديم مراكز عمليات الشبكة في مختلف مؤتمرات بلاك هات العالمية. ويشكل المركز الجديد منصة محورية لمراقبة وإدارة البنية التحتية للشبكة خلال الفعالية وضمان عملها بسلاسة وأمان، مع الإشراف الآني على تدفق البيانات والمخاطر الأمنية والمشاكل التقنية المحتملة. كما يقدم للزوار لمحة حول إدارة فعاليات الأمن السيبراني الكبرى من الناحية التقنية.
ومن المتوقع أن يشهد المؤتمر حضور أكثر من 40 ألف زائر وبنسبة 62% من داخل الملكة العربية السعودية. كما يشارك في الفعالية ممثلين عن 54 هيئة حكومية سعودية ومؤسسة دولية بارزة في عدة قطاعات، مثل الخدمات المصرفية والتمويل والعقارات والطاقة والنفط والغاز والتجارة الإلكترونية والصناعات الكيماوية والطيران والاتصالات ووكالات التوظيف وخدمات الطعام والسلع الاستهلاكية سريعة التداول.