عمون – كشفت دراسة حديثة عن فعالية مكمل عشبي في تحسين الذاكرة وزيادة التركيز، بالإضافة إلى دوره المحتمل في علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والقلق عند تناوله بانتظام.
أُجريت الدراسة في الهند على 80 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عامًا، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى تناولت 300 ملغ يوميًا من مكمل عشبة “باكوبا”، بينما حصلت الثانية على دواء وهمي. وخضع المشاركون لاختبارات معرفية في بداية الدراسة، وخلال التجربة، وبعد مرور ثلاثة أشهر، تضمنت تقييمات للذاكرة والانتباه والقدرات العقلية عبر مهام متنوعة مثل تكرار الأرقام، وحفظ ترتيب الأشكال، وحل الألغاز.
وأظهرت النتائج تفوق المجموعة التي تناولت “باكوبا” في اختبارات الذاكرة والتركيز والتفكير المنطقي، مع انخفاض مستويات التوتر والقلق لديهم، وارتفاع إنتاج البروتين المرتبط بتجديد خلايا الدماغ. ويُعتقد أن هذا التأثير يعود إلى مركبات الباكوسيدات، التي تمتلك خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات.
ازدادت شعبية “باكوبا” مؤخرًا بعد تداول تجارب مستخدمي “تيك توك” الذين أشاروا إلى فوائدها في تعزيز الذاكرة، خاصة لدى المصابين بمرض ألزهايمر في مراحله المبكرة. ومع أن الدراسة كانت بتمويل من شركة تصنع مكملات “باكوبا”، أكد الباحثون أنها قد تمثل خيارًا واعدًا لدعم صحة الدماغ بشكل طبيعي مقارنةً بالعقاقير الاصطناعية المعززة للإدراك، والتي قد تكون مصحوبة بمخاطر الإدمان.
ومع ذلك، حذر خبراء مستقلون من أن “باكوبا” قد تؤثر على بعض الأدوية، حيث أوضح البروفيسور جيمس جودوين من جامعة لوفبورو أن هذه العشبة قد تثبط ناقلًا عصبيًا أساسيًا في الدماغ، مما قد يؤدي إلى تعارضها مع علاجات الخرف واحتباس البول وأدوية مرض الانسداد الرئوي المزمن. كما تشمل آثارها الجانبية اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الغثيان وتشنجات البطن، مما يجعلها غير مناسبة للأشخاص الذين يعانون من قرحة المعدة أو متلازمة القولون العصبي.
وعلى الرغم من النتائج الإيجابية، يشير الخبراء إلى أن الأدلة الحالية لا تزال غير كافية لإثبات الفوائد الصحية لـ”باكوبا” بشكل قاطع، مما يستدعي مزيدًا من الأبحاث لتأكيد فعاليتها وسلامتها على المدى الطويل. جدير بالذكر أن هذه العشبة تُستخدم منذ آلاف السنين في الطب الهندي التقليدي (الأيورفيدا) لدعم الإدراك وتقليل التوتر.
“وكالات”
[keywords]