هل يشكل حصول السعودية على تقنية نووية من واشنطن خطوة كافية للتطبيع بين المملكة وإسرائيل؟ “صدى الخبر”

admin25 مايو 20240 مشاهدةآخر تحديث :
هل يشكل حصول السعودية على تقنية نووية من واشنطن خطوة كافية للتطبيع بين المملكة وإسرائيل؟ “صدى الخبر”

مع اقتراب الرياض وواشنطن من إبرام اتفاقات أمنية ودفاعية تشمل حصول المملكة على تقنية نووية مدنية، عاد الحديث مجددا عن ملف التطبيع بين السعودية وإسرائيل إلى الواجهة بعد أن تعطل قطاره منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في خضم الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة. إلا أن عقبات أخرى ما زالت تحول دون هذا التطبيع وأبرزها ملف إقامة دولة فلسطينية. فرانس24 حاورت محللين بشأن مآل هذه الجهود الأمريكية الحثيثة لإقامة علاقات بين الرياض إسرائيل.

نشرت في:

7 دقائق

إبرام الاتفاقيات الأمنية والدفاعية مع السعودية قد يتم “بعد أسابيع” هذا ما صرح به وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأربعاء أمام لجنة بالكونغرس. وتشمل الاتفاقيات مجالات الطاقة النووية والتعاون الأمني ​​والدفاعي ضمن مساعي اتفاق أوسع للتطبيع بين الرياض وإسرائيل.

وفي حديثه خلال جلسة استماع بمجلس النواب، حذر بلينكن في المقابل من أنه لا يمكن الشروع في عملية التطبيع على نطاق أوسع، ما لم يتحقق هدوء في غزة وما لم يُعبَّد طريق لإقامة دولة فلسطينية.

وقال أمام لجنة المخصصات بالمجلس: “هذه الاتفاقيات من حيث المبدأ قريبة جدا من الاكتمال. الآن بالطبع سنأتي إلى الكونغرس بها حين تكون جاهزة للمراجعة، لكننا، ربما نكون على بعد أسابيع من القدرة على إنجازها”.

“عملية طوفان الأقصى أغلقت ملف تطبيع”

وقبل اندلاع الحرب في غزة، كانت السعودية قد طلبت من واشنطن تمكينها من امتلاك برنامج مدني نووي مقابل تطبيع العلاقات مع تل أبيب لكن الحرب في غزة أجلت النقاشات. فيما زار مسؤولون إسرائيليون الرياض في إطار مؤتمرات دولية فيما بدا أنه محاولة جس نبض قبل التطبيع بين البلدين.

ويقدر عصام ملكاوي، أستاذ الدراسات السياسية والاستراتيجية في جامعة عمان، أن “عملية طوفان الأقصى أغلقت ملف تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل وهو ما جعل السعودية تشعر أن بإمكانها الضغط على الإدارة الأمريكية في هذا الملف الذي يمثل حاجة انتخابية ملحة لإدارة الرئيس جو بايدن الذي يريد أن يقول إنه أنجز شيئا ما قبل نهاية ولايته الأولى”.

بالإضافة إلى ملف الطاقة النووية المدنية، أكد بلينكن أن للرياض طلبات أخرى قبل إقامة علاقات مع الدولة العبرية. وقال أمام اللجنة البرلمانية: “من أجل المضي قدما في التطبيع، أوضحت السعودية أنه حتى مع اكتمال الاتفاقيات بيننا، يتعين تحقيق شيئين: إحلال هدوء في غزة، والوصول لطريق موثوق به يقود إلى قيام دولة فلسطينية”.

لا تطبيع إلا في حال إقامة دولة فلسطينية

هنا، يقول علي العنزي رئيس قسم الإعلام السابق في جامعة الملك سعود بالرياض إن السعودية لن تطبع إسرائيل إلا في حالة قبولها بإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. ويضيف: “هذا موقف ثابت بالنسبة للمملكة وكل البيانات السعودية بخصوص توقيع اتفاق أمني مع الإدارة الأمريكية تشير إلى ذلك. المملكة حريصة على إعطاء الشعب الفلسطيني حقه ولن تقبل بمجرد وعود كما حدث في اتفاق أوسلو.”

وشدد العنزي على أن وجود حكومة يمينية متطرفة في إسرائيل لن يفتح الباب أمام سلام وتطبيع في المنطقة: “المملكة حريصة على حل دائم للقضية الفلسطينية يفضي إلى اعتراف إسرائيل بالقرارات الدولية والانسحاب إلى حدود 1967 والاعتراف بالمبادرة العربية لإقامة دولة فلسطينية. دون ذلك، لن تطبع السعودية مع إسرائيل، إضافة إلى إيقاف الحرب في غزة”.

ولا تخفي السعودية أنها وضعت ملف التطبيع جانبا بعد الحرب في غزة والعدد الهائل من الضحايا في القطاع الفلسطيني، فيما يضيف العنزي: “هناك تطورات الآن دوليا مع مطالبة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان بإصدار مذكرات توقيف ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت (بتهم جرائم تشمل “التجويع” و”القتل العمد” و”الإبادة و/أو القتل”).  وهي تصب في صالح القضية الفلسطينية، إسرائيل أصبحت معزولة سياسيا وعلى إدارة بايدن أن تدرك أن عليها أن تضغط على الجانب الإسرائيلي بشأن حل الدولتين إذا ما كانت تريد علاقة استراتيجية مع المملكة”.

هل إسرائيل مستعدة لتقديم “تنازلات”؟

أمام الكونغرس، أقر بلينكن بوجود شكوك حول ما إذا كان نتانياهو وحكومته اليمينية المتشددة سيلبيان الطلبات السعودية في حال أصبح التطبيع أكثر من مجرد مسألة “افتراضية”.

وقال بلينكن أمام لجنة بمجلس الشيوخ: “لا أستطيع أن أخبركم ما إذا كانت إسرائيل – سواء رئيس الوزراء أو الدولة ككل – مستعدة في هذه اللحظة للقيام بما هو ضروري لتحقيق التطبيع فعليا”.

ويعلق عصام ملكاوي قائلا: “الحكومة الإسرائيلية المتطرفة لا تقبل بحل الدولتين فقد صرح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أن من يظن أن إسرائيل ستوافق على إقامة دولة فلسطينية هو مخطئ، وأي دولة عربية تقول إنها طبعت مع إسرائيل مقابل إقامة هذه الدولة فهي كاذبة. لكن هذا الحكومة المتطرفة الحالية في حكم المنتهية فهي غارقة في وحل غزة وليست لديها نظرة مستقبلية لكيفية إنهاء الحرب واليوم التالي لها. لكن في المستقبل – ومع حكومة إسرائيلية أخرى – يمكن أن تتغير المعطيات”.

ويأتي تقييم بلينكن في أعقاب زيارة مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان للسعودية وإسرائيل، حيث أطلع رئيس نتانياهو على “إمكانية” التوصل إلى اتفاق تاريخي. إلا أن إسرائيل لم تكن – قبل الحرب في غزة – تنظر بعين الرضا لمنح واشنطن قدرات نووية للسعودية فيما يبدو أن موقفها أصبح أكثر مرونة في الوقت الحاضر.

هنا يعود ملكاوي، أستاذ الدراسات السياسية والاستراتيجية في جامعة عمان، ليؤكد أن إسرائيل بحاجة إلى ربط علاقات مع السعودية لتقول للعالم إنها حصلت على تطبيع عربي إسلامي معها قبل أن يعقب “ما حدث في طوفان الأقصى شوه صورة إسرائيل في نظر العالم الغربي، وسقطت ورقة التوت عن السردية الإسرائيلية، وهو ما خدم الموقف السعودي للحصول على الطاقة النووية السلمية مع احتفاظ المملكة بحق التخصيب في المستقبل. كما أن الاتفاقات الأمنية والدفاعية المرتقبة مع واشنطن ستجعل السعودية أشبه ببلد عضو في حلف الناتو”.

“إنهاء المشاكل في إطار رؤية 2030”

وتريد السعودية تطبيع العلاقات مع إسرائيل في إطار مساعي المملكة لإنهاء مشاكلها مع دور الجوار – بعد أن أعادت العلاقات مع إيران – في خضم مشروع “رؤية 2030” الساعي لتنويع اقتصادها في مرحلة ما بعد النفط من خلال جذب استثمارات دولية والتحول إلى وجهة سياحية عالمية ما يحتاج لاستقرار إقليمي.

يقول ملكاوي في الختام: ”النظرة للتطبيع مع إسرائيل تغيرت بعد الحرب في غزة وهو ما يفسر مظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في جامعات عالمية مرموقة. في كل الأحوال، السعودية تبحث عن إنهاء المشاكل مع دول الجوار لتعزيز مكانتها كقوة إقليمية فاعلة لديها قنوات اتصال مع كل الأطراف في المنطقة. الأمور لا تزال شائكة والطريقة التي ستنتهي بها حرب غزة غير معلومة”.

في المحصلة، تبقى عقبات كثيرة تحول دون تطبيع قريب للعلاقات بين الرياض وتل أبيب على الأقل على المدى المتوسط وهو ما قد يحرم بايدن من ورقة انتخابية قبل السباق الرئاسي أمام منافسه دونالد ترامب في اقتراع تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

عمر التيس

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...سياسة الخصوصية

موافق