تعتبر دمياط واحدة من أقدم المدن المتخصصة في صناعة المنسوجات، حيث تعود شهرتها إلى العصور الفرعونية، كانت تُعرف بمدينة الكتان وكانت مشهورة بتصدير منسوجاتها إلى بلاد فارس والعراق.
دمياط الأعاجم
وكانت منسوجات دمياط معروفة بجودتها العالية ورونقها، لدرجة أن أكبر مدينة فارسية لصناعة المنسوجات كانت تُسمى “دمياط الأعاجم”.
خلال العصر الروماني، استمرت دمياط في ازدهارها كمدينة متخصصة في صناعة المنسوجات، وكان الطقس المعتدل والرطب وقربها من مناطق زراعة الكتان عوامل أساسية ساهمت في تطوير هذه الصناعة.
بعد الفتح الإسلامي لمصر، ظل الأقباط يمارسون هذه الصناعة لقرون، ما يؤكد على استمرار ازدهارها في العصر الروماني، وكانت دمياط أيضا مشهورة بصناعة كسوة الكعبة منذ العصر العباسي، حيث كانت تُصنع في دار خاصة بحياكتها في دمياط.
دمياط مذكورة في النصوص التاريخية
وقد ذُكرت دمياط وتنيس ومدن أخرى في العديد من النصوص التاريخية كمدن رائدة في صناعة أنواع معينة من المنسوجات، مثل القماش الدمياطي.
وكانت منسوجات دمياط معروفة بجودتها العالية، حتى أن بعض الأثواب كانت تُباع بمئات الدنانير، وكانت منطقة تنيس مشهورة بالثياب الملونة والقصب، ومنطقة شطا كانت معروفة بثياب القصب والثياب الرقيقة، وكانت كسوة الكعبة تُصنع في دمياط وتنيس وديبق.
توجد في المتحف الإسلامي بالقاهرة وفي متاحف أخرى قطع نسيج من صناعة دمياط وشطا، مما يوضح مدى شهرة وجودة هذه المنسوجات.
وكانت دور الطراز، التي انتقل نظامها من الدولة البيزنطية إلى المسلمين، هي المصانع التي تُصنع فيها هذه المنسوجات الراقية.
وعرفت بوجود مصنع الغزل والنسيج الذي افتتحه الرئيس جمال عبد الناصر ويخضع حاليا لأعمال تطوير وتوسعة.