عمون – أجرى فريق من الباحثين دراسة واسعة النطاق لاستكشاف تأثير تجارب الحياة المبكرة، وبخاصة العلاقات الأسرية، على الصحة العقلية ورفاهية الأفراد عند البلوغ. تعد هذه الدراسة واحدة من أكبر الدراسات التي تناولت هذا الموضوع، حيث اعتمدت على بيانات جمعت من أكثر من 200 ألف مقابلة واستطلاع في 21 دولة، مما وفر تنوعًا ثقافيًا ودينيًا واسعًا.
نتائج الدراسة:
قاد الباحثان جوناثان ت. روثويل وتيلي دافودي من شركة “غالوب”، المعروفة بمجال الأبحاث وتحليل البيانات، الدراسة التي ركزت على جودة العلاقة بين الوالدين وأطفالهم وتأثيرها على الصحة العقلية والازدهار الشخصي. وتم تقييم ذلك باستخدام مؤشرات تشمل الأمل في الحياة، الرضا عن الصحة، والمشاعر العامة كالامتنان.
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين نشأوا في بيئات أسرية داعمة ودافئة يتمتعون بصحة عقلية ورفاهية أفضل في مرحلة البلوغ. وشملت هذه التأثيرات الإيجابية جميع الدول التي شملتها الدراسة، حتى في الدول ذات الدخل المرتفع حيث الاحتياجات الأساسية ملباة بالفعل.
في المقابل، أشارت النتائج إلى أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، مثل الفقر أو النزاعات الاجتماعية في الدول النامية، يمكن أن تؤثر سلبًا على هذه العلاقة وتنعكس على رفاهية الأفراد بشكل عام.
دور الدين:
أظهرت الدراسة أن الأهالي الأكثر تدينًا يميلون إلى بناء علاقات أفضل مع أطفالهم، مما يشير إلى أن الدين قد يلعب دورًا في تعزيز الروابط الأسرية ودعم الصحة النفسية.
أهمية العلاقة الأسرية مقارنة بعوامل أخرى:
تبين أن جودة العلاقة بين الوالدين وأطفالهم كانت أكثر تأثيرًا على رفاهية الأفراد من عوامل أخرى مثل الوضع الاجتماعي والاقتصادي أو مستوى التعليم والدخل.
التطلعات المستقبلية:
يخطط الباحثون لإجراء دراسات إضافية حول تأثير أساليب التربية على الصحة العقلية على المدى الطويل، بما في ذلك مسح جديد في الولايات المتحدة لتحليل هذه العلاقة بشكل أعمق.
نُشرت الدراسة في مجلة Communications Psychology.
“وكالات”