رجّحت مؤسسة “غولدمان ساكس” أن يشهد الجنيه المصري انتعاشًا في مستهل عام 2025، بعد سلسلة من التراجعات التي أدت إلى تخطيه حاجز 50 جنيهًا أمام الدولار هذا الأسبوع، مسجلاً مستوى قياسيًا بلغ 50.8 جنيه.
وبحسب فاروق سوسة، الخبير الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “جولدمان ساكس”، فإن الانخفاض الأخير للجنيه يرجع إلى عمليات استرداد مكثفة لأذون الخزانة قصيرة الأجل، التي أصدرت في وقت سابق من العام، مشيراً إلى أن المستثمرين فضلوا جني أرباحهم مع نهاية العام، مما قلل من استمرارية الاستثمارات قصيرة الأجل في السوق.
دعم الجنيه عبر أدوات الدين
ويتوقع سوسة في تصريحات أدلاها للشرق بلومبرج، أن يبدأ البنك المركزي المصري خفض أسعار الفائدة من مستوياتها الحالية المرتفعة خلال الربع الأول من 2025، مما قد يدفع هذا الخفض إلى إصدار أدوات دين جديدة، تشمل سندات طويلة الأجل، والتي ستساهم في إغراء المستثمرين الأجانب للعودة إلى السوق المحلية، وبالتالي يدعم استقرار الجنيه.
وأشار سوسة أيضًا إلى أن الجنيه شهد تراجعًا يفوق ما تفرضه الظروف الاقتصادية، خاصة بعد خفض قيمته في مارس الماضي، ما يشير إلى احتمالية تصحيح قادم في قيمته.
ووفق استطلاع أجراه بنك “إتش إس بي سي” (HSBC)، تُعد مصر السوق الأكثر جذبًا للمستثمرين في منطقة الشرق الأوسط، نظرًا للتوقعات الإيجابية بشأن اقتصادها في المستقبل.
وتمكنت مصر من تأمين تعهدات دولية بحوالي 57 مليار دولار خلال العام الجاري من جهات دولية مثل صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي، مما يدعم الاستقرار الاقتصادي.
جدير بالذكر، أن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أكد يوم أمس الأربعاء ، أن صندوق النقد الدولي سيُكمل مراجعة برنامج الإصلاح المصري قريبًا، ما سيفتح الباب أمام صرف شريحة جديدة بقيمة 1.3 مليار دولار من القرض الممنوح لمصر.