عمون – قضم الأظافر عادة شائعة بين الأطفال، تثير قلق الآباء والأطباء، حيث يظهر هذا السلوك الذي يتميز بقضم الأظافر أو مضغها بشكل متكرر، عادةً أثناء الطفولة، وقد تستمر حتى المراهقة وفي مرحلة البلوغ أحياناً، إذا لم يتم التعامل معها بشكل مناسب.
وظهور هذه العادة، خلال السنوات التكوينية من نمو الطفل، يجعلها قضية مهمة، بشكل خاص، ويجب على الآباء فهمها وإدارتها بشكل فعال.
أسباب قضم الأظافر:
هناك عوامل رئيسية تطور عادة قضم الأظافر عند الأطفال، ومنها ما يلي:
التوتر والقلق:
أحد الأسباب الرئيسية لقضم الأظافر لدى الأطفال هو الضيق العاطفي، فعند مواجهة المواقف العصيبة أو مشاعر القلق، قد يلجأ الأطفال إلى قضم الأظافر كآلية للتكيف، ويوفر هذا السلوك المتكرر شعوراً مؤقتاً بالراحة من التوتر، ما يجعله استجابة سريعة في الحالات العاطفية الصعبة.
الملل:
فترات الخمول أو الافتقار إلى التحفيز العقلي، قد تعزز الرغبة لقضم الأظافر عند بعض الأطفال، فعندما يجد الطفل نفسه دون أنشطة أو تحديات عقلية، يلجأ إلى هذه العادة كوسيلة لشغل نفسه أو تخفيف مشاعر القلق، وهذا يزيد أهمية توفير بيئات وأنشطة محفزة للأطفال.
التقليد:
الأطفال مقلدون بطبيعتهم، وقضم الأظافر ليس استثناءً لهذه النزعة، فقد يلتقطون هذه العادة بعد ملاحظتها عند أحد أفراد الأسرة أو الأقران، وهذا يؤكد الدور المهم الذي تلعبه التأثيرات البيئية والقدوة في تشكيل سلوكيات الطفل.
الجينات:
تشير الأبحاث إلى أنه قد يكون هناك عنصر وراثي في ميول قضم الأظافر، وقد تلاحظ بعض العائلات انتشاراً أعلى لهذه العادة عبر الأجيال، ما يشير إلى استعداد وراثي محتمل.
العواقب المحتملة:
على الرغم من أن قضم الأظافر قد يبدو في البداية عادة غير ضارة، إلا أنه يؤدي إلى العديد من المشكلات المثيرة للقلق إذا تُرك دون معالجة:
1. تلف جلد الأظافر: يتسبب قضم الأظافر المستمر في صدمة كبيرة لجلد الأظافر، ما يسبب الالتهاب والألم وأنماط نمو الأظافر المتغيرة.
2. زيادة خطر الإصابة بالعدوى: الإدخال المستمر للبكتيريا من أطراف الأصابع إلى الفم، يزيد خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية والفطرية في منطقة الأظافر وتجويف الفم.
3. مشاكل الأسنان، بما في ذلك سوء محاذاة الأسنان: قضم الأظافر بانتظام يزيد ممارسة ضغط غير مبرر على الأسنان والفكين، ما قد يساهم في حدوث مشاكل الأسنان، مثل: سوء المحاذاة، أو التشقق، أو تآكل الأسنان الأمامية.
4. الإحراج الاجتماعي: مع تقدم الأطفال في السن، قد يصبحون محرجين بشأن عادة قضم الأظافر، خاصة في المواقف الاجتماعية، وهذا الشعور بالحرج وانخفاض الثقة بالنفس، يؤثران في المستقبل على تفاعلاتهم الاجتماعية وثقتهم بالنفس.
استراتيجيات لمساعدة الأطفال على التوقف عن قضم الأظافر:
يسهل إقلاع طفلكِ عن قضم الأظافر، في حال مساعدتكِ له من خلال بعض الاستراتيجيات، ومنها الآتي:
تحديد المحفزات:
ساعدي طفلكِ على أن يصبح على دراية بمتى، ولماذا ينخرط في سلوك قضم الأظافر، اعملا معاً للحفاظ على سجل مفصل يتتبع حالات قضم الأظافر، مع ملاحظة الوقت والمكان والظروف المحيطة بكل حالة، وسيمكنكِ هذا الجهد التعاوني من تحديد الأنماط والمواقف المحددة التي تؤدي إلى هذه العادة، ما يوفر رؤى قيمة لتطوير استراتيجيات مستهدفة لمعالجة السلوك.
التعزيز الإيجابي:
نفذي نظام الثناء والمكافآت؛ لتشجيع جهود طفلكِ في الامتناع عن قضم الأظافر، وأنشئي مخطط ملصقات جذاباً بصرياً، أو استخدمي تطبيقاً رقمياً لتتبع التقدم، ما يسمح لطفلكِ بكسب ملصقات أو نقاط لمقاومة الرغبة في قضم أظافره بنجاح، وقدمي حوافز صغيرة وذات مغزى على فترات منتظمة؛ للحفاظ على الدافع والاحتفال بالإنجازات في رحلته نحو كسر العادة.
استخدمي طلاء أظافر مر المذاق:
ضعي طلاء أظافر مر المذاق مصمماً خصيصاً لمنع قضم الأظافر، وتمنح هذه الطلاءات إحساساً بمذاق غير سار عندما يضع الأطفال أصابعهم في أفواههم، ما يعمل كرادع لهذه العادة.
قبل الاستخدام، اشرحي لطفلكِ كيفية عمل الطلاء، وأكدي له أنه أداة لمساعدته على تذكر عدم قضم أظافره، وأعيدي وضع الطلاء بانتظام حسب التوجيهات، وتأكدي من الثناء على جهود طفلك في استخدام هذه الاستراتيجية للتغلب على عادته.
اشغلي يديه:
زودي طفلكِ بمجموعة متنوعة من ألعاب «الفيدجيت» الممتعة، أو كرات التوتر، أو غيرها من الأشياء اللمسية، التي تكون بمثابة بدائل لقضم الأظافر، وشجعيه على إبقاء هذه العناصر في متناول يده، خاصة خلال الأوقات التي يكون فيها أكثر عرضة للجوء إلى قضم الأظافر، مثل: أثناء مشاهدة التلفزيون، أو فترات الخمول. وجربي أنواعاً مختلفة من أدوات «الفيدجيت» للعثور على تلك التي يجدها طفلكِ أكثر إرضاءً وفاعلية في إعادة توجيه رغبته في قضم أظافره.
العناية المنتظمة بالأظافر:
ضعي روتيناً ثابتاً للعناية بالأظافر، يتضمن الحفاظ على أظافر طفلكِ قصيرة وأنيقة، ومُعتنى بها جيداً، وعلميه التقنيات المناسبة لقص أظافره والعناية ببشرته وترطيبها، ومن خلال تعزيز الشعور بالفخر بمظهر أظافره وصحتها، يمكنكِ المساعدة في جعلها أقل إغراءً لقضمها. واجعلي العناية بالأظافر نشاطاً ممتعاً ومترابطاً من خلال دمجه في طقوس العناية الذاتية الأسبوعية، التي يمكنكما الاستمتاع بها معًا.
مارسي تقنيات الاسترخاء:
عرّفي طفلكِ بطرق الاسترخاء المناسبة لعمره، مثل: تمارين التنفس العميق، أو استرخاء العضلات التدريجي، أو التخيل الموجه، وتساعد هذه التقنيات في إدارة التوتر والقلق، وهما من المحفزات الشائعة لقضم الأظافر، وخصصي وقتاً كل يوم لممارسة هذه التقنيات معاً، ودمجها تدريجياً في روتين طفلكِ اليومي. مع ازدياد إتقانه لهذه المهارات، شجعيه على استخدام هذه المهارات بشكل مستقل؛ عندما يشعر بالحاجة إلى قضم أظافره.
“زهرة الخليج”
[keywords]