بينما يترقب العالم بفارغ الصبر أي بصيص أمل قد يلوح في أفق الحرب الإسرائيلية على غزة، تظل الحقيقة على الأرض أكثر قسوة وتعقيدًا مما يتصور الكثيرون، ورغم الآمال التي يعلقها البعض على أي تهدئة، يبقى الوضع في غزة أكثر تعقيدًا من مجرد هدنة، في ظل غياب الضمانات الدولية الفعالة.
ويترقب الفلسطينيون بفارغ الصبر إتمام صفقة التبادل التي يُتوقع أن تحمل في طياتها أخبارًا تثلج صدور الأسر الفلسطينية، وتُعيد الأمل لآلاف العائلات التي طالما انتظرت لحظة تحرير أبنائها من سجون الاحتلال، تحمل صفقة التبادل العديد من التحديات والآمال، حيث يسعى الفلسطينيون إلى تحقيق تقدم في ملف الأسرى، وسط قلق شديد من أي محاولة إسرائيلية للتلاعب أو التراجع عن التزاماتها.
هل تلتزم إسرائيل بتطبيق قرار وقف إطلاق النار؟
قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، عبدالمهدي مطاوع، في تصريحات خاصة لموقع الجمهور الإخباري، إن الاحتلال الإسرائيلي سيلتزم بتمام صفقة التبادل على الأقل في المرحلة الأولى، لافتًا إلى أنه في الممكن أن تماطل إسرائيل خلال المراحل التالية.
وأكد المحلل السياسي الفلسطيني، أنه من المتوقع أن يحدث تغييرات في الاحتلال الإسرائيلي سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، كما أشار إلى أنه من الممكن أن يُعاد استئناف هذا الحرب بعد المرحلة الأولى.
موقف الحوثيين من تطبيق الهدنة في غزة
وفي ذات السياق، أوضح «مطاوع» خلال حديثه لـ«الجمهور»، أن جماعة الحوثي اليمنية تستطيع النزول عن الشجرة وإيقاف ما يتم، وذلك لأنهم ربطوا ذلك بحدوث هدنة ووقف اطلاق النار في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذا لا يعني أن إسرائيل أو الولايات المتحدة ستمرر القصف الذي قامت به جماعة الحوثيين بنفس الطريقة أو سيطرتهم على البحر الأحمر.
وأكد المحلل السياسي الفلسطيني أن هذا خلق قناعة لدى الحلف الأمريكي وكيان الاحتلال الإسرائيلي أن يكون هناك إنهاء لحاله الحوثيين سواء باتفاق أو بغير اتفاق، موضحًا أنه يجب أن يتغير هذا الوضع وإبعادهم عن مناطق السيطرة على البحر الأحمر.
تفاصيل المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة
وقبل أيام قليلة، كشفت مصادر لقناة “القاهرة الإخبارية” أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد انسحاب قوات الاحتلال من وسط القطاع، خاصة في محور نتساريم ومحور دوار الكويت شرق طريق صلاح الدين، إلى مناطق بمحاذاة الحدود.
حرية حركة السكان وعودة النازحين
بحلول اليوم السابع من المرحلة الأولى، ستتاح للسكان حرية التنقل في جميع مناطق القطاع.
كما سيتم البدء في عودة النازحين داخليًا إلى مناطق سكنهم دون عوائق، مع التركيز على مناطق الشمال.
تفكيك المنشآت العسكرية وفتح المعابر
تتضمن المرحلة الأولى تفكيك المواقع والمنشآت العسكرية الإسرائيلية في شارع الرشيد، وانسحاب الاحتلال بالكامل من هذا الشارع إلى شارع صلاح الدين، وفي الوقت نفسه، يجري التنسيق لفتح معبر رفح أمام إدخال المساعدات الدولية.
توقف العمليات العسكرية وساعات تهدئة يومية
تشمل المرحلة الأولى توقفًا مؤقتًا للطيران الحربي الإسرائيلي لمدة 10 ساعات يوميًا، مع انسحاب قوات الاحتلال بعيدًا عن المناطق السكنية المكتظة وتمركزها على الحدود، ووقف العمليات العسكرية من كلا الطرفين.
إعادة الإعمار ودعم إنساني موسع
أكدت المصادر أن الاتفاق يتضمن إدخال مساعدات إنسانية عبر شارع الرشيد ابتداءً من اليوم الأول، إضافة إلى إعادة إعمار القطاع وفتح المعابر بشكل مستدام لنقل البضائع وتسهيل حركة السكان.
