أفادت منظمة الصحة العالمية خلال مؤتمر صحفي في جنيف اليوم بأن الوضع الصحي في السودان يظل في حالة من التدهور الحاد نتيجة للظروف الإنسانية المعقدة، حيث تواصل الصراعات في البلاد التأثير بشكل كبير على إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية.
القيود الشديدة على الوصول إلى الرعاية الصحية
تستمر القيود الشديدة على الوصول إلى الرعاية الصحية في معظم أنحاء السودان، حيث أفادت التقارير بأن 39% من المنشآت الصحية تعرضت للتدمير أو أصبحت غير صالحة للعمل.
بالإضافة إلى ذلك، تعاني المرافق الصحية من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، كما أن أنشطة التطعيم محدودة بشكل كبير في المناطق الأكثر تضررًا، وفي العاصمة الخرطوم، التي تشهد تحديات خاصة، أصبحت 90% من المنشآت الصحية غير عاملة.
تفشي 4 أمراض خطيرة
أعلنت السلطات الصحية في السودان عن تفشي عدة أمراض معدية في البلاد، بما في ذلك الكوليرا، الملاريا، حمى الضنك، والحصبة، حيث تم تسجيل أكثر من 50,000 حالة إصابة بالكوليرا وأكثر من 1,200 حالة وفاة حتى يناير 2025، وجاءت تفاصيل كل وباء كالتالي:
الكوليرا: تم الإبلاغ عن 51,203 حالة إصابة و1,356 حالة وفاة مرتبطة بالكوليرا في 11 ولاية.
الملاريا: تم تسجيل 2.4 مليون حالة إصابة بالملاريا، مع 122 حالة وفاة.
حمى الضنك: تم تسجيل 8,852 حالة إصابة بحمى الضنك و15 حالة وفاة.
الحصبة: تم الإبلاغ عن 798 حالة إصابة بالحصبة و10 حالات وفاة.
هجمات على الكوادر الصحية والمرافق
منذ أبريل 2023، تم تسجيل 141 هجومًا على المرافق الصحية، مما أسفر عن مقتل 240 شخصًا وإصابة 216 آخرين، وتستمر هذه الهجمات، حيث تم الإبلاغ عن 77 هجومًا في عام 2024، أسفرت عن مقتل 202 شخص وإصابة 171 آخرين.
كما توقفت منظمة أطباء بلا حدود عن تقديم خدماتها في مستشفى بشائر في جنوب الخرطوم بعد تعرض العاملين والمرضى لهجمات متكررة.
التحديات المتعلقة بالخدمات الأساسية
توقفت العديد من الخدمات الأساسية، بما في ذلك رعاية صحة الأم والطفل، علاج الأمراض المزمنة، وإدارة سوء التغذية الحاد في العديد من المناطق.
هذا الوضع أدى إلى زيادة الوفيات، بما في ذلك وفاة العديد من النساء بسبب مضاعفات الحمل والولادة، كما أن تعطيل خدمات التطعيم والتحصين الروتيني، إلى جانب غياب الرقابة على الأمراض ومكافحة النواقل، ساهم في تفشي الأمراض.
الاستجابة الطارئة لمنظمة الصحة العالمية
تواصل منظمة الصحة العالمية قيادة استجابة الطوارئ الصحية في السودان من خلال توفير الإمدادات الطبية، دعم مراكز التغذية، وتنظيم حملات تطعيم ضد الكوليرا وشلل الأطفال، بالإضافة إلى ذلك، تقوم المنظمة بنشر عيادات متنقلة في المناطق التي يصعب الوصول إليها، وتدريب المتخصصين في رعاية الصحة العقلية.
منظمة الصحة العالمية أيضًا تنفذ حملات لتطعيم ضد الكوليرا في الولايات المتضررة، حيث وصلت إلى أكثر من 7.4 مليون شخص من خلال حملات تطعيم شملت 23 منطقة في 8 ولايات، كما تم تجهيز 12 وحدة علاج للكوليرا و48 نقطة للإماهة الفموية لتوزيع محلول معالجة الجفاف.
الوصول المحدود إلى مناطق متأثرة
لا يزال الوصول إلى بعض المناطق المتضررة في السودان محدودًا بسبب النزاع المستمر، مما يعوق قدرة المنظمة وشركائها على تقديم الدعم المباشر للمرافق الصحية في مناطق مثل دارفور، الخرطوم، الجزيرة، سنار، وكردفان.
الاستجابة لتفشي الكوليرا
في إطار التعامل مع تفشي الكوليرا، تعمل منظمة الصحة العالمية بالتنسيق مع وزارة الصحة السودانية لتنفيذ حملات تطعيم واسعة، كما تم إرسال 2.3 مليون جرعة إضافية من لقاح الكوليرا لدعم هذه الجهود.
المنظمة تعمل أيضًا على تعزيز الاستجابة عبر نشر فرق الاستجابة السريعة واستخدام نظام الإنذار المبكر لضمان توافر الاستجابة السريعة لمواجهة التفشي.
