تحذيرات من “حرب نووية اقتصادية”
المستثمر الملياردير بيل أكمان، الذي دعم ترشح ترامب في انتخابات الرئاسة عام 2024، حذر من أن المضي قدمًا في هذه السياسة الجمركية الجديدة يعادل إطلاق “حرب نووية اقتصادية”، على حد وصفه.
ويرى ترامب أن فرض رسوم جمركية مرتفعة على الدول التي تعاني من اختلالات تجارية كبيرة مع الولايات المتحدة سيعيد التوازن إلى الميزان التجاري، مشيرًا إلى أن أمريكا عانت – بحسب ادعائه – سنوات من البؤس والمعاملة غير العادلة بسبب تساهلها مع حلفائها وخصومها على حد سواء.
اقرأ أيضاً: «مورجان ستانلي»: أمريكا الأكثر تضرراً من تعريفات ترامب الجمركية
تراجع دعم أكمان وتحذير من فقدان الثقة
قال أكمان في منشور على منصة “إكس”، حقق أكثر من 10.6 مليون مشاهدة: “إذا دخلت الرسوم الجديدة حيز التنفيذ، سيتوقف الاستثمار التجاري، وسيُغلق المستهلكون محافظهم”. وأضاف: “سنلحق ضررًا بالغًا بسمعتنا العالمية، وسيتطلب الأمر سنوات وربما عقودًا لإعادة ترميمها”.
وأكد أكمان، الرئيس التنفيذي لشركة “بيرشينج سكوير كابيتال مانجمنت”، أنه إذا لم يغيّر ترامب نهجه، “فإننا نتجه نحو شتاء اقتصادي نووي من صنع أيدينا”. وقال: “أي رئيس تنفيذي أو مجلس إدارة سيتحمس لتقديم التزامات اقتصادية طويلة الأجل وسط حرب اقتصادية نووية؟”، مشيرًا إلى أن الرئيس بدأ يفقد ثقة قادة الأعمال حول العالم.
الأسواق العالمية تتراجع مع بداية تنفيذ الرسوم
تستعد عشرات الدول المتضررة لبدء سريان الرسوم الجمركية الجديدة بدءًا من الأربعاء، ومن أبرز المتأثرين الصين والاتحاد الأوروبي، الشريكان التجاريان الأكبر للولايات المتحدة. وتشير التقديرات إلى أن الرسوم الجديدة قد تتجاوز 100% على المنتجات الصينية، و20% على المنتجات الأوروبية.
اقرأ أيضاً: كيف تحاول الشركات الإفلات من الرسوم الجمركية المرتفعة لترامب؟
مخاوف وانتقادات واسعة بين كبار المستثمرين
يشير مراقبون إلى أن انتشار الخوف والقلق بين المستثمرين هو السبب الرئيسي في انقلاب العديد من المليارديرات على ترامب، حيث عبّر عدد من قادة الأعمال عن رفضهم العلني لأجندته الجمركية، محذرين من تداعياتها السلبية على الاقتصاد العالمي.
جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك “جي بي مورجان تشيس”، حذر قبل يومين من أن هذه الرسوم تهدد بارتفاع الأسعار، وتباطؤ الاقتصاد العالمي، وإضعاف مكانة الولايات المتحدة على الساحة الدولية.
وقال ديمون في رسالة سنوية إلى المساهمين: “الرسوم الجمركية الأخيرة من المرجح أن تؤدي إلى زيادة التضخم، وتزيد احتمالات الركود الاقتصادي”. وأضاف: “حتى إن لم تؤدِ إلى ركود، فإنها ستتسبب على الأقل في تباطؤ حاد للنمو”.
مليارديرات أمريكيون يحذرون من تهديد الثروات
من جانبه، عبّر الملياردير ستانلي دراكينميلر، مؤسس شركة “دوكين فاميلي أوفيس”، عن رفضه فرض رسوم تتجاوز 10%، وهي النسبة التي تجاوزها ترامب في إعلانه الأخير بشأن الصين. وتُقدّر ثروة دراكينميلر بنحو 11 مليار دولار وفقًا لمؤشر بلومبرج للمليارديرات، وهي ثروة معرضة للتأثر بفعل تلك السياسات.
كما هاجم الملياردير كين فيشر، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة “فيشر للاستثمارات”، خطة ترامب، واصفًا إياها بأنها “غبية، خاطئة، متغطرسة، وجاهلة بمجال التجارة”. وقال: “ما كشفه ترامب الأربعاء الماضي هو معالجة لمشكلة غير موجودة، باستخدام أدوات خاطئة”.
إيلون ماسك ينضم إلى المعارضين
حتى إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم وأحد الداعمين البارزين لترامب، أعرب عن رفضه للرسوم الجمركية الجديدة. وقال في مقابلة عبر الفيديو مع نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني، إنه يأمل “ألا تُفرض رسوم جمركية بين أوروبا والولايات المتحدة”، ودعا إلى إنشاء “منطقة تجارة حرة فعالة” بين الجانبين.
الشركات تتردد في الاستثمار بسبب سياسة ترامب
قال سيمون ماك آدم، نائب كبير الاقتصاديين العالميين في شركة “كابيتال إيكونوميكس”، إن الشركات قد تمتنع عن تنفيذ الاستثمارات التي يروج لها ترامب بسبب عدم اليقين المرتبط بسياساته الجمركية. وأوضح: “إذا كنت تمتلك شركة متوسطة أو كبيرة، فسوف تتردد كثيرًا في ضخ استثمارات ضخمة في السوق الأمريكية إذا كان من المقرر إعادة التفاوض بشأن الرسوم بعد بضعة أشهر”.
رفض جماعي لخطط ترامب الجمركية
ولفتت شبكة “سي إن إن” إلى أن المستثمرين فقدوا الثقة في خطة ترامب الجمركية، خاصة بعد الخسائر الحادة التي تكبدتها أسواق الأسهم في أمريكا وآسيا وأوروبا، وتراجع قيمة الاستثمارات بمليارات الدولارات.
