ترامب يلعب بنار التجارة بمنح هدنة للعالم وقنبلة للصين “صدى الخبر”

admin10 أبريل 20250 مشاهدةآخر تحديث :
ترامب يلعب بنار التجارة بمنح هدنة للعالم وقنبلة للصين “صدى الخبر”

في خطوة مفاجئة هزت الأوساط الاقتصادية وأعادت رسم مشهد التجارة العالمية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليقًا مؤقتًا للتعريفات الجمركية على معظم دول العالم لمدة 90 يومًا، بينما استثنى الصين وفرض عليها تعريفات قاسية تصل إلى 125%.
القرار، الذي جاء في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من ركود اقتصادي عالمي، أثار ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات عن أهداف ترامب الحقيقية وتداعيات هذه الخطوة على الأسواق، والتوازنات التجارية الدولية.
وفي هذا الموضوع تقدم “جريدة اليوم” السعودية نظرة على تداعيات القرار الأمريكي، وتأثيره على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية، حسبما رصدها الإعلام الدولي، كالآتي:

يورو نيوز: هدنة أمريكية مع العالم.. واستثناء صيني

في منشور على منصته “تروث سوشيال”، أعلن ترامب أن قراره يستهدف أكثر من 75 دولة تواصلت مع واشنطن لإعادة التفاوض على اتفاقيات التجارة بعد فرض حزمة “يوم التحرير” الجمركية.
وبينما أكد ترامب أن هذه الدول لم تُظهر نوايا عدائية، أشار إلى أن الصين – على العكس – لم تُبدِ أي احترام لأسواق العالم، ما دفعه لفرض الرسوم الجديدة بـ125% “بشكل فوري“.
ووفقًا لتقرير نشره موقع “يورو نيوز”، فإن البيت الأبيض أوضح لاحقًا أن التعليق المؤقت يشمل غالبية الدول، وأن رسومًا موحدة بنسبة 10% ستُفرض مؤقتًا على الجميع خلال فترة التفاوض.

سي إن إن: ترامب قد لا يفوز بهذه الحرب التجارية

بينما اعتبر البعض أن قرار ترامب يمثل تراجعًا عن سياسة “التعريفات العقابية”، رأت شبكة “سي إن إن” أنه مجرد انسحاب استراتيجي من حرب تجارية متعددة الجبهات، بهدف التركيز على الصراع مع الصين.
وأضافت الشبكة أن الرئيس الأميركي يدخل حرباً مع الصين قد لا يفوز بها في نهاية المطاف، وأنه يطفئ ويشعل نار التجارة في وقت قصير جديد بإعطاء هدنة جمركية للعالم، وإلقاء قنبلة تجارية على الصين.
اقرأ أيضاً: ارتفاع كبير في أسهم بورصة وول ستريت بعد تأجيل الرسوم الجمركية
كما يأتي القرار بعد أيام من الخسائر في البورصات الأمريكية، وتحذيرات من أن استمرار التصعيد قد يدفع الاقتصاد الأمريكي إلى ركود حاد. ورجحت الشبكة أن يكون ترامب قد حاول حفظ ماء وجهه سياسيًا، عبر إبقاء الصين وحدها في مرمى النيران، بعد تخفيف الضغط على الحلفاء.

لو موند: الأسواق تنتعش… لكن الحذر مستمر

صحيفة “لو موند” الفرنسية وصفت القرار الأمريكي بأنه “تحول دراماتيكي” في مسار الحرب التجارية، مشيرة إلى أن الأسواق العالمية سجلت قفزات قوية فور إعلان التعليق الجمركي، لكنها لا تزال تتمك بحذرها من أي تصعيد جديد في الحرب التجارية.
ووفقًا للصحيفة، فإن هذا القرار يمثل تحولًا كبيرًا في السياسة التجارية الأمريكية، حيث يسعى ترامب إلى تقليل التوترات مع العديد من الشركاء التجاريين، مع تصعيد الضغط على الصين.
وأضافت الصحيفة الفرنسية: “ترامب يلعب بنار التجارة بمنح هدنة للعالم وإلقاء قنبلة على الصين”.
اقرأ أيضاً: بما فيها الصين.. ترامب: اتفاقات الرسوم الجمركية ستُبرم مع كل الدول

بي بي سي: واشنطن تعيد ترتيب أوراقها

أما هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” فقد أكدت أن التهدئة المؤقتة ساهمت في استعادة جزء من الثقة، لكن المخاوف ما تزال قائمة، خصوصًا مع استمرار فرض رسوم بنسبة 25% على واردات السيارات والفولاذ والألمنيوم، والإبقاء على التعريفات المفروضة سابقًا على كندا والمكسيك.
وفي تحليل آخر للشبكة، طر حت تساؤلات حول دوافع القرار، وما إذا كان جزءًا من استراتيجية تفاوض ذكية، أم مجرد رد فعل على ذعر المستثمرين وتراجع شعبية ترامب داخليًا.
وتُرجح الشبكة أن واشنطن تسعى لإعادة ترتيب أولوياتها التجارية، عبر تخفيف المواجهات مع شركاء مثل أوروبا واليابان، والتركيز على كبح التمدد التجاري الصيني، بما ينسجم مع توجهات السياسة الأمريكية الأخيرة.

واشنطن بوست: الصين تلوح بالرد.. وترامب يتحدى

وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، قال في تصريح نقلته صحيفة “واشنطن بوست” أن رفع الرسوم على الصين جاء ردًا على “إصرارها على التصعيد”، مؤكدًا أن ترامب سيتابع شخصيًا المفاوضات، وأن كل صفقة “ستُفصل على حدة بحسب مصالح الولايات المتحدة”.
من جانبها، لم تصدر بكين بعد ردًا رسميًا، لكن مراقبين يتوقعون ردًا مضادًا قويًا من الصين، قد يشمل فرض تعريفات جديدة على المنتجات الأمريكية أو تشديد القيود على الشركات الأمريكية العاملة هناك، وفق موقع الصحيفة.
قالت واشنطن بوست: ” بكين قد ترد بقوة.. وترامب يتوعد بإبرام صفقات منفردة”.

العالم يترقب.. وقلق من ركود عالمي

تسود حالة من الترقب والحذر في الأسواق العالمية، في ظل غموض مستقبل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. ورغم الهدنة المؤقتة، إلا أن استمرار التصعيد مع الصين يهدد سلاسل الإمداد العالمية ويثير مخاوف من موجة تضخم جديدة، قد تطال معظم الاقتصادات الكبرى.
ويرى خبراء أن الخطوة الأمريكية قد تكون بداية لإعادة صياغة مشهد التجارة الدولية، أو قد تُفضي إلى صدامات اقتصادية أوسع، إذا ما ردّت الصين بقوة واستمر التوتر في التصاعد.

مقامرة محفوفة بالمخاطر

في نهاية المطاف، لا شك أن ترامب يحاول إعادة ضبط قواعد اللعبة التجارية العالمية، لكن تحييد الحلفاء واستهداف الصين وحدها، يُعدّ رهانًا محفوفًا بالمخاطر، خصوصًا في ظل ترابط الاقتصاد العالمي، وتقلّب المزاج الاستثماري العالمي.
وتترقب الأسواق الخطوة التالية، بينما يواصل الرئيس الأميركي تحديه للصين. فهل نشهد تسوية مرتقبة؟ أم مزيدًا من التصعيد الذي قد يُشعل أزمة اقتصادية شاملة؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...سياسة الخصوصية

موافق