عمون – قام العلماء الروس بتتبع تأثير مشاعر الإنسان على القرارات التي تتخذها الشبكات العصبية في مختلف المجالات.
واكتشف العلماء أن الغضب وغيره من المشاعر العاطفية القوية لها تأثير كبير على القرارات التي تتخذها حتى نماذج اللغات الكبيرة الأكثر تقدما. أفادت بذلك الخدمة الصحفية لمعهد AIRI الروسي للذكاء الاصطناعي.
وأوضح رئيس فريق الذكاء الاصطناعي في معهد AIRI الروسي إيليا ماكاروف قائلا:” يمكن استخدام نتائج الدراسة لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر تقدما واستقرارا وتتمتع بشعبية لدى الوكلاء والتي يمكن ضبط عاطفتها لكل مجال استخدام على حدة.
وحقق الباحثون في المعهد بالتعاون مع متخصصين من مختبر “سبير” للذكاء الاصطناعي ومعهد برمجة الأنظمة التابع لأكاديمية العلوم الروسية هذا الاكتشاف أثناء دراسة كيفية تأثير المظاهر المختلفة للعواطف البشرية على عمل عدد كبير من أنظمة الذكاء الاصطناعي البسيطة نسبيا من جهة والأجهزة الأكثر تقدما من جهة أخرى. ومن بينها الخوارزميات الشائعة، بما في ذلك GPT-4 وLLaMA2 وGigachat وOpenChat.
وقام الباحثون الروس بفحص ما إذا كانت جميع أنظمة الذكاء الاصطناعي هذه تحتفظ بالتحيز العاطفي الذي قد يكون موجودا في البيانات المستخدمة لتدريبها، وقاموا أيضا بتقييم مدى عقلانية تصرف هذه الخوارزميات في حل المعضلات الأخلاقية المختلفة واتخاذ القرارات الصعبة. وللحصول على مثل هذه المعلومات تتبع العلماء كيفية تصرف النماذج اللغوية الكبيرة في الألعاب الاقتصادية المختلفة باستخدام بيانات اللغة الروسية أو بيانات اللغة الإنجليزية ذات العنصر العاطفي القوي.
وأظهر التحليل أن أنظمة الذكاء الاصطناعي البسيطة نسبيا بدأت تتصرف بطريقة متحيزة عند مزاولة لعبة “الدكتاتور” و”معضلة السجين” وغيرها من الألعاب الاقتصادية عند التعامل مع بيانات عاطفية للغاية، في حين أن النماذج الأكثر قوة مثل Claude Opus و GPT-4 تصرفت في أغلب الأحيان بطريقة عقلانية. ومع ذلك، فإن حتى هذه الخوارزميات تصبح أكثر “إنسانية” إذا تعرضت لمشاعر قوية بشكل خاص، بما في ذلك الغضب.
ووجد الباحثون أيضا أنه في الألعاب التفاعلية تميل المشاعر السلبية إلى تقليل رغبة النظام في التفاعل، بينما يؤثر الخوف على السلوك بطرق غير متوقعة. ويشار إلى وجود نمط مماثل من التغييرات في عمل أنظمة الذكاء الاصطناعي تحت تأثير العواطف عند حل المشكلات الأخلاقية، وهو ما ينبغي أخذه في الاعتبار عند تطوير منتجات الذكاء الاصطناعي التي تواجه باستمرار مشكلات مماثلة.
“RT”