المحادثات بين أوروبا وأمريكا الجنوبية
بعد 25 عاما من المحادثات، توصل الاتحاد الأوروبي وخمس دول من مجموعة “ميركوسور” (تحالف يضم باراجواي وأوروجواي وبوليفيا مؤخرا) إلى اتفاق تجاري طال انتظاره في السادس من ديسمبر.
ووفق المحللين فإذا تم التصديق على الصفقة من قبل الكتلة المكونة من 27 دولة، فإن الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وميركوسور سوف تؤدي إلى إنشاء واحدة من أكبر مناطق التجارة الحرة في العالم، وواحدة من أكبر الصفقات والتي تغطي أكثر من 700 مليون شخص وتمثل حوالي 20٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
صفقة في مواجهة ترامب
وقالت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي :”إن اتفاقية التجارة تهدف إلى زيادة التجارة والاستثمار الثنائي وخفض الحواجز التجارية الجمركية وغير الجمركية وإنشاء قواعد أكثر استقرارا وتعزيز القيم المشتركة مثل التنمية المستدامة”، وهو ما يشير إلى إن الصفقة في جزء منها تعد مواجهة أو حالة بديلة لمفهوم الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب.
ولكن ليس الجميع يؤيدون الاتفاق، ففرنسا وبولندا من بين الدول التي أعربت عن معارضتها للاتفاق محذرة من أنه قد يوجد منافسة غير عادلة للأوروبيين.
ماذا قال المحللون؟
حول ذلك، قال محللون في بنك “آي إن جي” الهولندي إن أهمية المواد الخام الحيوية مثل الليثيوم تبدو ”أقل ظهورا” في تغطية اتفاقية التجارة الحرة على الرغم من أهمية المعدن لمستقبل أوروبا الاقتصادي.
اقرأ أيضاً: نائب وزير الصناعة يطّلع على التجربة التشيلية في إنتاج الليثيوم
أضاف محللو بنك آي إن جي:”هذا أمر مفاجئ بالنظر إلى أن الاتحاد الأوروبي يعتمد بشكل كبير على الصين في الحصول على المواد الخام الحيوية في وقت تحتفظ فيه دول مثل الأرجنتين وبوليفيا والبرازيل باحتياطيات كبيرة من بعض هذه المواد الخام الحيوية..ومن المتوقع أن يزداد الطلب من الاتحاد الأوروبي على هذه المواد بشكل كبير”.
ثقل استراتيجي للاتحاد الأوروبي
وأضافوا :”قد يكون من الصعب تحديد القيمة الاقتصادية الدقيقة لتحسين الوصول إلى هذه المواد من خلال علاقات أوثق مع ميركوسور لكننا نعتقد أن هذا العنصر على وجه الخصوص يحمل قدرًا كبيرًا من الثقل الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي خاصة وأن التنوع أو الحصول على المصادر وتأمين الإمدادات هو حاليًا على رأس الأولويات”.
اقرأ أيضاً: صفقة «ريو تينتو» تهدد هيمنة الصين على سوق الليثيوم العالمية
أهمية “الذهب الأبيض”
ومن الجدير بالذكر إن الليثيوم أحيانًا يعرف باسم “الذهب الأبيض” نظرًا للونه الفاتح وقيمته السوقية العالية وهو يُعَد عنصرًا أساسيًا في التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري.
ويُستخدم عادةً في المركبات الكهربائية والهواتف المحمولة والبطاريات القابلة لإعادة الشحن لأجهزة الكمبيوتر المحمولة.
تقديرات وكالة الطاقة الدولية
وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن أمريكا اللاتينية تزود العالم بنحو 35% من الليثيوم وتتصدرها تشيلي (26%) والأرجنتين (6%).
وتشير التقديرات إلى أن المنطقة تمتلك أكثر من نصف احتياطيات الليثيوم العالمية وتقع أغلبها في الأرجنتين (21%) وتشيلي (11%).
الليثيوم ضروري للصناعات الرئيسية
وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي وميركوسور بأنها ”اتفاقية مربحة للجانبين” يمكنها أن توفر لشركات الاتحاد الأوروبي 4 مليارات يورو (4.24 مليار دولار) من رسوم التصدير سنويًا.
واحتلت الأرجنتين المرتبة الرابعة كأكبر منتج في العالم بعد أستراليا وتشيلي والصين، وفقًا لبيانات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.