على الرغم من حالة الهدوء التي تسيطر على شوارع 15 مايو، لكن كانت احدى شقق هذه المدينة تعيش منذ شهر على فوهة بركان من الخوف والقلق، مجرد السؤال أو النظرة كفيلة بأن تضع السيدة التي تسكن فى تلك الشقة فى حالة من الفزع، الأمر الذى يدفعها إلى مضاعفة كميات المنظفات والمعطر حتى لا تخرج رائحة الجريمة إلى الجيران .
زواج عرفي
بدأت تفاصيل هذه الجريمة الغربية، بعلاقة عاطفية مع سيدة تحمل جنسية إحدى الدول العربية، تطورت إلى زواج عرفي، بسبب رغبة الزوج الذى يعمل طبيا، فى أن تكون هذه الزيجة فى طي الكتمان، نظرا لانفصاله عن زوجته الأولى وأم طفله، لذلك اختار أن يسكن فى مدينة 15 مايو حتى لا يعرفه أحد، وكذلك زوجته التي قالت فى التحقيقات أنها لم تكن تعرف أحد من عائلة زوجها بشكل نهائي ، حتى فوجئت فى يوم من الأيام بأنه لفظ أنفاسه الأخيرة .
إقامة غير شرعية
بعدما تأكدت الزوجة من وفاة زوجها الطبيب، توقف عقلها عن التفكير عند نقطة وحيدة فقط ، ألا وهى أنها مقيمة فى مصر بطريقة غير شرعية، الأم الذى دفعها للتفكير فى الاحتفاظ بجثة الزوج خوفا من المسائلة القانونية، الأمر وضعها تحت طائلة القانون ، بعدما تركت الجثة على سرير غرفة النوم ، لمدة تجاوزت الشهر بعدما استعانت بكميات كبيرة من ملح الطعام والمنظفات ومعطر الجو ظنا منها أن هذه المواد كفيلة بأن تغطى على رائحة الموت .
ومع اقتراب شهر يناير بدأ القلق يتسلل إلى الزوجة، ليس بسبب تحلل الجثمان وسؤال بعض الجيران عن سر الرائحة الكريهة، وإنما خوفا من طرقات صاحب الشقة، الذى سيأتي للحصول على الإيجار، ومن هنا بدأت تشعر بخطر افتضاح أمرها لذلك قررت أن تكتب رسالة ذكرت فيها” أن وفاة زوجها طبيعية” وإنها كانت تقيم فى مصر بطريقة غير شرعية، وتركت الورقة فق الجثمان وغادرت الشقة .
و بالفعل حضر صاحب الشقة للحصول على الإيجار الشهري، وعندما طرق الباب ولم يفتح أحد، قام بالاتصال على هاتف الزوج كثيرا ولكنه لم يتلقى أي إجابة، وعاود الكرة أكثر من 3 أيام، وهو ما دفعه للاعتقاد بأن الطبيب ترك الشقة إلى مكان أخر، لذلك استعان بـ “المفتاح الاحتياطي ” ليجد داخل غرفة النوم جثة مغطاة بكميات كبيرة من الملح .
ملح وكلور للسيطرة على رائحة الموت
توجه صاحب الشقة إلى قسم شرطة مدينة 15 مايو، للإبلاغ عن الواقعة التي حملت رقم 94 لسنة 2025 ، وقدم لجهات التحقيق بعض البيانات عن الطبيب الذى كان يقيم فى الشقة، وتمكن رجال الشرطة من تحديد العائلة، إذ أكد نجل المتوفى أن والده كان منفصل عن والدته منذ فترة وكان يعانى من مرض السرطان والسكر، فيما تنتظر جهات التحقيق تقرير الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة، ولكن معاينة الشقة كشفت أن الزوجة لم تترك أي شيء قد تخرج منه رائحة الجثة حتى “كالون الشقة” كان محاط بمناديل ورق مبللة بالديتول والكلور، أما النوافذ كانت محاطة بفوطة ومفارش سميكة، فيما قال أحد الجيران أن المتوفى كان حسن السمعة ولم يسمع أحد وجود أي مشاجرات بينه وبين زوجته ولكن منذ 20 يوما، لاحظ الجيران وجود رائحة كريهة الأمر الذى دفعهم للسؤال، وأخبرتهم الزوجة أنها تقوم برش بعض المطهرات بسبب وجود حشرات داخل الشقة، وتواصل أجهزة الأمن البحث عن الزوجة لاستكمال التحقيقات.
