العالم – سوریا
فمُرسي هُو الرئيس الخامس لجُمهورية مصر العربية، والأول بعد “ثورة 25 يناير”. وهو –إلى ذلك- أول رئيس مدني مُنتخب للبلاد وقد أُعلن فوزه في 24 حزيران 2012، بنسبة 51،73 % من أصوات الناخبين المُشاركين. وبدأت فترته الرئاسية مع الإعلان في 24 حزيران، عن فوزه في انتخابات الرئاسة المصرية.
وأما أحمد الشرع، وعلى ذمة صحيفة “التايمز” البريطانية، فقد كان في شبابه هادئا وخجولا ونادرا ما تظهر عليه علامات الفرح، وَفقا لمَن عرفوه عن قُرب. حتى أنه كان انطوائيا، على ما وصفه سُكان المنطقة، بدءا من حلاقه، في السنوات التي كان فيها طالبا.
وقد قال عنه الحلاق: “… في يوم من الأيام اختفى (أحمد)، وقد صُدمنا عندما شاهدناه على شاشة التلفاز بعد بضع سنوات باسم أبو محمد الجولاني”.
ونقلت الصحيفة عن رجل أعمال من سُكان المزة سابقا، يعيش الآن في الخارج، كان يعمل في الحي الذي تقع فيه بقالة عائلة الشرع، أن أحمد كان يبدو وكأنه “غاضب من العالم بأسره”.
ووالد أحمد الشرع، كان في علاقة غير مُستقرة مع النظام في دمشق، قبل أن يُغادر إلى السعودية، حيث ولد فيها أحمد سنة 1982.
وحدد الجولاني الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت سنة 2000 باعتبارها “اللحظة” التي جعلته “مصمما على القيام بدور نشط في السياسة”!.
وبعد هجمات 11 أيلول 2001، على مركز التجارة العالمية في الولايات المُتحدة الأميركية، انتقل إلى العراق، حيث وصل قبل الغزو الذي قادته أميركا وبريطانيا في العام 2003.
وبرز الجولاني حينها، في صُفوف الفرع العراقي من “تنظيم القاعدة”، والذي كان معروفا بأساليبه المُتطرفة والإرهابية.
وفي إحدى المُواجهات، اعتقله الأميركيون واحتجزوه في “مُعسكر بوكا”، وهو السجن العراقي الذي ضم عددا كبيرا من الارهابيين الذين أصبحوا لاحقا شخصيات ارهابية بارزة، ومنهم أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي في ما بعد.
وتقول “التايمز” إن البغدادي هو من أرسل الجولاني في 2011 إلى سوريا لتأسيس “جبهة النصرة” كفصيل جديد مُناهض للأسد. ولكنهما اختلفا في مسائل عدة، بينها الأساليب المُتطرفة التي كان يفضلها البغدادي مثل القتل الجماعي وقطع الرُؤوس.
بيد أن الأخير ينام ويصحو، على “صوت الضمير الأميركي” القائل له: “نُريد أفعالا لا أقوالا”!. وإذاك تصله الرسالة اليومية المُدوية واضحة، بوجوب أن يُرنم أُنشودة “الديمقراطية”، و”عدم مُعاداة إسرائيل”… وهو يحرص على الترنيم، باحثا في إمكان أن يقرن النظري بالعمَلي!.
وعلى رُغم كُل ذلك، فإن الظُروف المُحيطة بالأحداث المصرية في العام 2012، تختلف حُكما عن الأحداث في سوريا في العام 2024.