عمون – كشف علماء الفيزياء الفلكية الروس أن الثقب الأسود فائق الكتلة الموجود في مركز المجرة NRAO 530 ينتج مجالا مغناطيسيا قويا للغاية، مما يؤدي إلى “التواء” الحزمة النفاثة الناتجة عنه.
وهي حزمة ضيقة من المادة يتم تحريكها بسرعات قريبة من سرعة الضوء، بحسب مركز العلاقات العامة في جامعة موسكو للفيزياء والتكنولوجيا.
وقالت يفغينيا كرافتشينكو الباحثة الرئيسية في الجامعة:” لقد حصلنا لأول مرة على صورة مفصلة للعمليات الفيزيائية التي تحدث بالقرب من الثقب الأسود فائق الكتلة، واكتشاف المجال المغناطيسي القوي وقياس دوران “فاراداي” على مثل هذه الترددات العالية في الكوازار NRAO 530 يفتح فرصا جديدة لاختبار النظريات الحالية حول تشكل الحزم النفاثة وسقوط المادة في الثقوب السوداء.
وأشارت كرافتشينكو والفريق البحثي إلى أن مركز المجرة NRAO 530 يحتوي على أحد أكبر الثقوب السوداء فائقة الكتلة التي توجه نفثاتها نحو الأرض، مما يجعلها تبدو ساطعة بشكل خاص. وهذا الجرم السماوي مثير للاهتمام لأن حزمته النفاثة لها بنية معقدة تتغير كثيرا مع الابتعاد عن الثقب الأسود، كما أن الانبعاثات الراديوية لهذا الثقب الأسود تتزايد وتضعف بشكل دوري، مما يشير إلى عمليات غير عادية جارية داخل الحزمة النفاثة أو المادة المحيطة بالثقب الأسود.
وتمكن العلماء الروس والأجانب لأول مرة من الحصول على معلومات مفصلة عن المجال المغناطيسي وهيكل هذه الحزمة النفاثة، حيث قام الفريق بدمج البيانات التي تم الحصول عليها من أربع تلسكوبات راديوية عاملة على خمسة أطوال موجية مختلفة. وتم دمجها جميعا في ما يسمى بـ”التداخل الراديوي” – وهي تلسكوبات تتمتع بحساسية وقدرة تحليلية فائقة على مستوى الكوكب.
وقد ساعد استخدام البيانات الواردة على ترددات مختلفة في تحديد موقع “القاعدة” التي تنطلق منها الحزمة النفاثة، بالإضافة إلى القياس الدقيق لقوة المجال المغناطيسي، وتحديد شكل الحزمة النفاثة وتقييم كثافة البلازما داخلها. وأظهرت هذه القياسات أن الحزمة النفاثة لها شكل حلزوني، وهو ما يرجع على الأرجح إلى أن “فوهتها” تدور في دائرة بفترة تتراوح بين 6 إلى 10 سنوات.
كما اكتشف الباحثون أنه على مسافة صغيرة جدا من أفق حدث الثقب الأسود تبلغ شدة المجال المغناطيسي حوالي 3-30 ألف غاوس. وهذه القيمة أعلى بعشرات الآلاف من المرات من القيمة المقابلة لسطح الأرض، وهي أعلى بكثير من نتائج القياسات المماثلة للثقوب السوداء فائقة الكتلة في مجرات أخرى. ويأمل العلماء أن تساعد هذه المعلومات في تضييق نطاق النظريات التي تصف آليات تشكل الحزم النفاثة وسلوك الثقوب السوداء فائقة الكتلة.
تاس