استخدام الذكاء الاصطناعي في الأغاني معول هدم للمكون الثقافي “صدى الخبر”

admin11 فبراير 20241 مشاهدةآخر تحديث :

أكد مختصون أن استخدام الذكاء الاصطناعي في تقديم الأغاني يُعد معول هدم للمكون الثقافي والفني الإنساني والبشري على المدى القريب والبعيد والمستقبل.

وأضافوا لـ”اليوم”، أن تزييف صوت الفانين واستخدامها ونشرها دون إذن صاحبه أو بشكل يخالف رغبته ينتهك الحقوق الأدبية لصاحب الصوت والتي أقرها نظام حماية حقوق المؤلف بالإضافة إلى أن تزييف الصوت وانتفاع الغير به دون إذن صاحبه ينتهك الحق المالي لصاحب الصوت.

تقنين الذكاء الاصطناعي

وقال رئيس اللجنة العليا بجمعية الثقافة والفنون في الموسيقى والمشرف العام على الفنون الشعبية الفنان حسن إسكندراني، إن الذكاء الاصطناعي في تقديم الأغاني، يعد ثورة جديدة ولكن بحاجة إلى تشريع وتقنين وليس من المعقول تركيب أصوات عمالقة الفن على أغاني لا تليق بهم، حيث أن لكل فنان هوية وبصمة خاصة فيه.

وأكمل قائلا: “شركات الإنتاج كان لها دور في حفظ الحقوق الأدبية والفنية والمادية للفنان، ولا بد أن يكون هناك دور للجهات التشريعية للحد من هذه الانتهاكات التي تسئ للمنتجات الفنية”.
وأضاف اسكندراني: لا يمكن مع هذه التقنية أن تخلط الألوان الفنية مع فنانين ليست من أساليبهم الغنائية ولم يطرحوها من قبل، ويأتي الذكاء الاصطناعي ويخلط كل ذلك بطرق لا يحبذها المتلقي وملاك الحقوق الفنية ولا بد من تدخل الجهات المختصة مقل نقابة الفنانين أو الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون ووزارة الثقافة وهيئة الموسيقى لوضع قيود تحمي الفنانين وتحمي المكتسبات الفنية التي من الصعب تشويهها بهذه الطريقة”.

معول لهدم الفن

وقال الناقد الفني يحي مفرح زريقان إن إطلاق هذه التقنية في حياتنا اليومية دون بيئة تشريعية توضح أبعاد استخدامها ومقدار ما يجب استخدامه وما هي الملامح أو المواصفات التي تحدد جوانب الاستخدام جعل من هذه التقنية معول هدم للمكون الثقافي والفني الإنساني والبشري على المدى القريب والبعيد والمستقبل.

الناقد الفني يحيى مفرح زريقان

وأكمل: كوّن هذه التقنية أطلقت دون تهيئة مسبقة أو وجود برامج توضح ماهي هذه التقنية وخطورة استخدامها والتعامل معها بدون ضوابط جعلها في متناول أيدي الجهلة والعابثين الذين شوهوا الجمال الفني بالتلوث السمعي، والتحذيرات العالمية في هذا الجانب معروفه مسبقاً لكن الخطأ الأكبر أن الجهات ذات العلاقة التي تعرف خطورة هذه التقنية بكافة مجاميعها ونواحيها ومناحيها لم تعمل على إطلاق مؤشرات للتنبيه من خطورة التعامل مع هذه التقنية ولم تشرع كتصنيف ورخصة لمن يريد أن يزاول هذا النشاط تحت المظلة الرسمية وهو ما جعلنا اليوم نهدم كل ما بنيناه في سنوات طويلة لنرسم هويتنا أمام الآخرين”.

وقالت الأستاذ المساعد بكلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة الملك سعود د. ريم الفليج: “ثورة الذكاء الاصطناعي أنشأت العديد من الأعمال الإبداعية في مجالات عديدة؛ وبالرغم من المخرجات النافعة لتقنية الذكاء الاصطناعي وأهميته في تنمية وتسهيل إنشاء العديد من الأعمال إلا أنه لا يخفى ما تساهم به هذا التقنية من مخاطر وانتهاكات قانونية مثل انتهاكات حقوق الملكية الفكرية”.

المتحدث الرسمي للهيئة السعودية للملكية الفكرية أحمد المرشدي

وأكملت: “في الآونة الأخيرة، جرى تداول مقاطع سمعية زيّفت فيها أصوات فنانين مشهورين باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي تخالف نظام حماية حقوق المؤلف، نصت المادة الثانية من نظام حماية حقوق المؤلف على حماية المصنفات السمعية مثل الأغاني الموسيقى وحتى النوتات الموسيقية لأصحابها وبالتالي فإن صوت الإنسان مؤهل للحماية بنظام حقوق المؤلف”.

وأضافت الفليج: “الصوت ونبرته هو حق استئثاري لصاحبه في استعماله واستغلاله. لذا فإن تزييف صوت الفانين واستخدامها ونشرها دون إذن صاحبه أو بشكل يخالف رغبته ينتهك الحقوق الأدبية لصاحب الصوت والتي أقرها نظام حماية حقوق المؤلف في المادة الثامنة، بالإضافة إلى أن تزييف الصوت وانتفاع الغير به دون إذن صاحبه ينتهك الحق المالي لصاحب الصوت، ومع ذلك، نرى ضرورة عدم تجاهل أهمية وجود استثناءات تقتضيها طبيعة الذكاء الاصطناعي لاستخدام أصوات الغير دون الحصول على موافقة أصحابها تساهم في تعزيز المصلحة العامة والنمو المعرفي مثل استخدام الأصوات لغرض تغذية الذكاء الاصطناعي او تطويره وغيرها من الاستثناءات الضرورية بجانب الاستخدامات المشروعة التي أقرتها المادة الخامسة عشر من نظام حماية حقوق المؤلف”.

الذكاء الاصطناعي محل جدل

من جهته قال المتحدث الرسمي للهيئة السعودية للملكية الفكرية الأستاذ أحمد بن ناصر المرشدي لـ ” اليوم ” أن تغيير كلمات القصائد يعد تعديا على حقوق المؤلف إن كان هناك تشويه للقصيدة أو تقليد مباشر لها، ويمكن في هذه الحالة لمالك الحقوق تبليغ الهيئة السعودية للملكية الفكرية بالتعدي أو التوجه مباشرة للمحكمة التجارية ورفع دعوى قضائية بهذا الشأن، وفيما يخص تزييف الصوت وتزويره فذلك قد يكون متعلقا بأنظمة الجرائم المعلوماتية أو التعدي على الخصوصية.

وأضاف “المرشدي” أن النظام المتعلق بحقوق المؤلف وضع عقوبات للتعدي على تلك الحقوق التي قد تشمل (القصيدة) ومن تلك العقوبات على سبيل المثال الإنذار، والإتلاف، والتشهير، والغرامة المالية التي تصل إلى ربع مليون ريال وتتضاعف في حال معاودة الانتهاك)، وقد يترتب عليها السجن وفقاً لكل حالة وانتهاك، وبشأن الذكاء الاصطناعي والملكية الفكرية فإنه لا يزال محل جدل عالمي ومجال بحث مستجد على الساحة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...سياسة الخصوصية

موافق