أداء متفاوت للأسواق العالمية بفعل المخاوف السياسية وترقب خفض الفائدة “صدى الخبر”

كشف تقرير اقتصادي، أن الأسهم العالمية شهدت أداءً متفاوتاً يوم الجمعة إذ تصدرت المخاوف السياسية المشهد، فيما ارتفعت أسعار الذهب والفضة مقابل تراجع الدولار، وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة.
وحقق حزب العمال فوزاً ساحقاً في انتخابات المملكة المتحدة، وتلوح تغيرات في الأفق في فرنسا، بينما لا يزال الرئيس الأمريكي الحالي المفضل يتردد بشأن ما إذا كان سيواصل ترشيحه أم لا.

الولايات المتحدة

ارتفع معدل البطالة في الولايات المتحدة ليصل إلى 4.1 % الشهر الماضي، على عكس التوقعات بأن يبلغ 4 %، وذلك وفقاً للبيانات التي نشرها مكتب إحصاءات العمل الأمريكي يوم الجمعة.

وزاد إجمالي عدد الموظفين في الوظائف غير الزراعية بمقدار 206,000 في يونيو.
وشهدت قطاعات الحكومة والرعاية الصحية والمساعدة الاجتماعية والبناء زيادة في الوظائف.

الأسهم الأمريكية

ومع ذلك، لم تؤثر هذه البيانات على حماس المستثمرين العائدين من عطلة 4 يوليو، إذ ارتفع جميع المؤشرات الرئيسية، وأغلق اثنان من المؤشرات الرئيسية عند أعلى مستوياتهما على الإطلاق.
وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 30.17 نقطة، أو 0.54 %، ليغلق عند 5567.19، وهو أعلى مستوى تاريخي جديد.

وشهد المؤشر الذي يغطي الجزء الأكبر للسوق حجم تداول كبير، حيث تم تداول 2.185 مليار سهم.
واعتبر المستثمرون ذلك بمثابة نهاية إيجابية لأسبوع مضطرب، حيث حققت عدة قطاعات، ولا سيما التكنولوجيا والسلع الاستهلاكية التقديرية، أداءً قوياً.
وشهد مؤشر داو جونز الصناعي أيضاً ارتفاعاً، وإن كان أكثر تواضعاً.
وارتفع مؤشر الأسهم الكبرى بمقدار 67.87 نقطة، أو 0.17 %، ليغلق عند 39,375.87.
وكان حجم التداول لمؤشر داو جونز 323.324 مليون سهم. وقد حقق المساهمون الرئيسيون في هذا الارتفاع مكاسب ملحوظة من الأسهم الصناعية وأسهم الرعاية الصحية.
وفي الوقت نفسه، ارتفع مؤشر ناسداك المركب الذي يركز على التكنولوجيا بمقدار 164.46 نقطة، أو 0.90 %، ليغلق عند 18,352.76، وهو مستوى قياسي جديد.
وشهد ناسداك أعلى حجم تداول بين المؤشرات الرئيسية، حيث تم تداول 4.292 مليار سهم. وقد عزز أداء شركات التكنولوجيا العملاقة الرئيسية والأخبار الإيجابية من العديد من شركات النمو المرتفع المؤشر.

الأسواق الأوروبية

أغلق مؤشر فوتسي 100 في لندن الأسبوع على انخفاض، حيث بلغ سعر الإغلاق 8,203.93 نقطة، بانخفاض قدره 37.33 نقطة أو 0.45 %.
ويعكس هذا الانخفاض استمرار حالة عدم اليقين وحذر المستثمرين بعد الانتخابات الوطنية التي جرت في 4 يوليو وفوز حزب العمال المفاجئ بالسلطة، على الرغم من حصوله على ثلث أصوات الناخبين فقط. فقد حصل حزب العمال على 34 % فقط من إجمالي الأصوات، بينما حصل حزب المحافظين على 24 %.

على النقيض، شهد مؤشر داكس الألماني ارتفاعاً طفيفاً يوم الجمعة، حيث أغلق عند 18,475.45 نقطة، بارتفاع قدره 24.97 نقطة أو 0.14 %. واستفاد المؤشر من تقارير أرباح الشركات الإيجابية والتوقعات الاقتصادية المستقرة.

الأسواق الآسيوية

شهدت الأسواق الآسيوية تقلباً في بداية الأسبوع، حيث لامست مؤشرات رئيسية مثل نيكاي وتوبيكس في اليابان والمؤشر القياسي لتايوان مستويات قياسية جديدة قبل أن تتراجع بشكل طفيف.
وأغلق مؤشر نيكاي 225 على سعر 40,912.37 نقطة بانخفاض هامشي قدره 1.28 نقطة، وذلك بسبب البيانات الاقتصادية المتضاربة ومشاعر الحذر التي تسود أوساط المستثمرين.

من ناحية أخرى، تراجع مؤشر هانج سينج في هونج كونج بشكل ملحوظ بنسبة 1.27 % ليغلق عند 17,799.61 نقطة. ويعزى هذا الانخفاض في المقام الأول إلى المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الصيني.
وفي الهند، شهدت مؤشرات الأسهم القياسية أداءً مختلطاً يوم الجمعة 5 يوليو. على الرغم من الدعم الذي قدمته بعض الشركات الكبرى مثل ريليانس إندستريز و إس بي آي، إلا أن الخسائر الفادحة في أسهم بنك إتش دي إف سي أدت إلى انخفاض مؤشر سينسكس بنسبة 0.07 % ليغلق عند 79,996.60 نقطة.
في المقابل، حقق مؤشر نيفتي 50 ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.09 % ليغلق عند 24,323.10 نقطة بفضل المؤشرات الإيجابية إلى حد كبير على الصعيد العالمي.

السلع الأساسية

شهدت أسواق السلع الأساسية تحركات ملحوظة يوم الجمعة، حيث ارتفع سعر الذهب بشكل حاد عقب صدور بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية لشهر يونيو والتي جاءت أعلى من التوقعات. إلا أن المراجعة لبيانات الشهرين السابقين أشارت إلى تباطؤ أسرع لسوق العمل الأمريكي عما تظهره الأرقام المعلنة.
وحقق الذهب مكاسب جيدة خلال الجلسة الأمريكية، حيث وصل إلى أعلى مستوى له عند 2391 دولار أمريكي، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة تزيد عن 1.40% في يوم التداول وأكثر من 2.70% خلال الأسبوع.
ويُعزى هذا الارتفاع إلى حد كبير إلى تراجع الدولار الأمريكي الذي تأثر بدوره بانخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية.

على صعيد آخر، شهدت أسعار الفضة ارتفاعاً ملحوظاً حيث تجاوزت أعلى مستوى لها في شهر يونيو لتصل إلى ما يفوق 31.00 دولار بدعم من تقرير الوظائف الأمريكي الضعيف والذي عزز التوقعات حول احتمال خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

العملات الأجنبية

هيمن انخفاض حاد على قيمة الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية الأخرى يوم الجمعة وذلك عقب صدور تقرير الوظائف الأمريكي. كما شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية انخفاضاً مماثلاً.
شهد اليورو انتعاشاً حيث ارتفع سعر الصرف إلى 1.0840 دولار أمريكي، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 0.28%. ويعكس هذا التحسن الإيجابي البيانات الاقتصادية الإيجابية الصادرة عن منطقة اليورو وضعف الدولار الأمريكي وسط تكهنات حول السياسة النقدية المستقبلية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وارتفع الين الياباني إلى مستوى 160.71 ين، بزيادة قدرها 0.31%، مدعوماً بالطلب المتزايد على الأصول الآمنة نتيجة استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي على المستوى العالمي.
ووفقا للتقرير الصادر عن “إيه بي إم كابيتال“، شهدت العملات الرئيسية الأخرى ارتفاعاً مقابل الدول الأمريكي، بما في ذلك الدولار الكندي (0.17%)، والجنيه الإسترليني (0.43%) والفرنك السويسري (0.44%).
وارتفع كل من الدولار الأسترالي (0.39%) والدولار النيوزيلندي (0.49%) بدعم من البيانات الاقتصادية المحلية الإيجابية وضعف الدولار الأمريكي على نطاق واسع.