تعرض تطبيق “إنستاباي” الخاص بالمعاملات البنكية في مصر لعطل فني مفاجئ خلال الساعات الأخيرة، مما أثار حالة من الجدل والقلق بين مستخدميه الذين اعتمدوا بشكل كبير على التطبيق في إجراء معاملاتهم المالية اليومية.
وظهرت العديد من الشكاوى عبر منصات التواصل الاجتماعي من قبل المستخدمين الذين تعذر عليهم إتمام عمليات التحويل والدفع في الوقت الذي كان فيه التطبيق متوقفًا.
ومع عودة الخدمة بشكل طبيعي، أصدر “إنستاباي” بيانًا رسميًا يعتذر فيه عن “الإزعاج الذي قد يكون سببه تعطل الخدمة خلال الفترة السابقة”، مؤكداً على استئناف العمليات البنكية في أسرع وقت.
أعداد المتعاملين بـ تطبيق انستا باي
حسب البيانات الرسمية التي تم نشرها بعد عودة الخدمة، سجل تطبيق “إنستاباي” عددًا كبيرًا من المستخدمين، حيث تخطى عددهم 6 ملايين مستخدم حتى نهاية عام 2023.
كما بلغت حجم التعاملات على التطبيق نحو تريليون جنيه بنهاية نفس العام، مع تسجيل معاملات تجاوزت الـ 500 مليار جنيه في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024.
وهذه الأرقام تعكس التفاعل الكبير مع التطبيق، وهو ما يعزز أهمية هذه الخدمة في سوق المدفوعات الرقمية في مصر، ويظهر أيضًا حجم التأثير الذي أحدثه التوقف المفاجئ في زيادة الترقب من قبل المتعاملين.
كشف الخبير المصرفي هاني أبو الفتوح عن الأسباب الرئيسية وراء توقف تطبيق “إنستاباي” مؤقتًا، مؤكدًا أن العطل الذي شهده التطبيق لم يكن ناتجًا عن أي خلل في خدماته الأساسية، بل كان نتيجة للتحديثات الفنية التي تم إجراؤها.
وأوضح أن التحديثات تعتبر جزءًا من عمليات التحسين المستمر التي تُنفذ لضمان زيادة الكفاءة وتعزيز الأمان في عمليات التحويل المالي.
وأكد أبو الفتوح أن تطبيق “إنستاباي” مرتبط بشبكة المدفوعات اللحظية التي أطلقها البنك المركزي المصري، مما يجعل التحديثات جزءًا ضروريًا لضمان سير العمل بشكل فعال وآمن.
وأضاف أن جميع التطبيقات المالية، بما فيها تلك التي تعتمد على أنظمة الدفع اللحظية، قد تواجه مشكلات أو أعطالًا في بعض الأحيان، وهو ما يُعد أمرًا طبيعيًا في هذا النوع من الأنظمة التقنية.
وأوضح الخبير المصرفي أنه ليس من الممكن ضمان عدم حدوث أي عطل في التطبيقات بنسبة 100%، وذلك بسبب التعقيدات الفنية التي قد تواجهها الأنظمة أثناء عمليات التحديث أو إجراء الصيانة.
وأشار إلى أنه في حالة حدوث عطل غير متوقع، يتم تدخل إدارة المخاطر فورًا لمحاولة تحديد السبب ومعالجته في أسرع وقت ممكن.
كما لفت أبو الفتوح إلى أن تطبيق “إنستاباي” قد خضع لاختبارات عديدة مسبقًا، وتم تجربة مجموعة من السيناريوهات المختلفة للتأكد من استقرار النظام في مختلف الظروف.
ومع ذلك، فإن الأعطال لا تقتصر فقط على تطبيقات مثل “إنستاباي”، بل يمكن أن تحدث حتى في أكبر البنوك والمؤسسات المالية الدولية، وهي أمرٌ متوقع في ظل تعقيد الأنظمة الإلكترونية.
وأكد الخبير المصرفي أن الأنظمة المالية الحديثة عادة ما تكون مُعدة للسماح بنسبة خطأ معينة، وهذا ليس عيبًا، بل جزء من الواقع التكنولوجي الذي يتم العمل على تحسينه باستمرار.
تفاعل المستخدمين بعد التوقف
منذ توقف التطبيق، شهدت منصات السوشيال ميديا تفاعلات واسعة من قبل المستخدمين الذين كانوا يتساءلون عن سبب العطل ويتوقعون عودة الخدمة في أقرب وقت.
هذا التفاعل يعكس الانتشار الواسع لتطبيق “إنستاباي” والأهمية الكبيرة التي أصبح يحتلها بين مستخدميه. وقد ساهمت التحديثات اللازمة للتطبيق في زيادة تطمين المستخدمين، حيث علموا أن هذا العطل كان مؤقتًا ومرتبطًا فقط بعملية التحديث.
عودة الخدمة وضمان سلامة الحسابات
أكّد المسؤولون عن التطبيق أن حسابات المستخدمين لم تتأثر بالعطل، وأنه تم إصلاح الخلل الفني بشكل سريع.
وأوضحوا أن العطل كان يؤثر فقط على عملية تفعيل التحويلات المالية ولم يكن له أي تأثير على أرصدة الحسابات أو البيانات الشخصية للمستخدمين. بعد ساعات من التوقف، عاد “إنستاباي” للعمل بشكل طبيعي، مما أسهم في عودة الطمأنينة إلى المستخدمين الذين يعتمدون على التطبيق بشكل يومي لإتمام معاملاتهم المالية.