متى يكون المطر خيرًا وكيف يجب الحذر من الطقس؟، حيث يسأل الكثير من الناس هل المطر خير للناس، وإذا كان غزيرًا فهل هذا غضب من الله، خاصة إلى جرف الممتلكات وأثر في الطبيعة بشكل كبير؟.
هل المطر شر؟
يفرح الناس بالمطر وتنشرح صدورهم بنزول الغيث، لأن المطر خير، وبركة، ورحمة، لما ورد في السنة النبوية، عَنْ أَنَسٍ – رضي الله عنه – قَالَ: أَصَابَنَا مَطَرٌ وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَسرَ ثَوْبهُ حَتَّى أَصَابَهُ الْمَطَرُ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ صَنَعْتَ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: إِنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ.
متى يكون المطر رحمة؟
وشرح الإمام السيوطي حديث عهد بربه عن النبي ﷺ، حسب صحيح مسلم، أي: بتكوين ربه إياه، والمعنى أن المطر رحمة، وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى، فيتبرك بها.
ما معني قول النبي ﷺ عن المطر هذا حديث عهد بربه.
ويقول الشيخ عطية بن محمد سالم: أي أن الله سبحانه وتعالى ساقه برحمة منه، فهو حديث عهد برحمة الله التي رحم بها أهل الأرض.
متى يكون المطر رزق وبشرة خير؟
الأصل في المطر، أنه رزق ورضى من الله خاصة إذا كان حد نزوله البناء والخضرة، لقوله تعالى {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ، ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ}.
الرزق في المطر
{وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا . لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا . وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا}.
كما قد يكون لسقيا الناس والعباد والكائنات {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}.
كما قد يكون الماء لإذهاب رجز الشيطان وتطهير الناس كما في قوله تعالى “قال تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ}.
سقيا الناس وغيثهم من العطش
استعمال كلمة الغيث في القرآن
ومن المطر غيث من العطش، لقوله: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ}.
{إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ}.
{وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ}.
هل المطر الشديد والسيول غضب من الله؟
يرى البعض أن شدة المطر غضب من الله لأنها قد تهلك الممتلكات وقد تهلك الإنسان، خاصة أن لفظ (المطر) استخدم في القرآن غالبًا للعذاب، من باب قوله: ( وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ).
متى يكون المطر نعمة ومتى يكون نقمة؟
و الأصل في المطر أنه نعمة من الله تبارك وتعالى لأن الماء العذب الذي ينزل مطرا هو أساس الكون والحياة وإذا انقطع فسيموت الناس، لقوله تعالي: {وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد} لكن ليس لأحد أن يتألى على الله فيقول هو نعمة أو نقمة؛ لأنه في الوقت الذي قد يكون فيه نعمة لاقوام قد يكون نقمة لآخرين.
أمطار الغضب
وقد ذكر القرآن الكريم، أقواما عذبا الله بما يسقط من السماء، ليتضح أن المطر قد يكون عذا، وهو المطر المدمر، لقوله تعالى: (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ).