رام الله – دنيا الوطن
تشهد صناعة السينما الأميركية جدلاً واسعاً بعد ظهور أول شخصية افتراضية تُقدَّم كممثلة بالذكاء الاصطناعي، ما وصفه فنانون بأنه “زلزال في هوليوود” يهدد جوهر المهنة وقيم الإبداع الإنساني.
الشخصية الجديدة التي تحمل اسم تيلي نوروود، طوّرتها شركة (Xicoia) وروّجت لها باعتبارها “موهبة تبحث عن وكيل فني”. لكن النقابات الفنية والممثلين هاجموا الفكرة بشدة، مؤكدين أن “تيلي ليست ممثلة، بل نتاج برنامج حاسوبي استند إلى أعمال ممثلين حقيقيين دون إذن أو تعويض”.
نقابة الممثلين الأميركيين أصدرت بياناً حاداً اعتبرت فيه أن الجمهور لا يريد محتوى منفصلًا عن التجربة الإنسانية. أما الممثلة ميليسا باريرا (بطلة فيلم سكريم) فكتبت عبر (إكس): “أتمنى أن يهجر كل ممثل أي وكالة توقع مع هذه الشخصية.. هذا أمر مقزز”. بينما وصفت ناتاشا ليون (بطلة Russian Doll) الفكرة بأنها “مضللة وخطيرة”، داعية لمقاطعة الوكالات التي تتبنى ممثلين اصطناعيين.
في المقابل، دافعت إيلين فان دير فيلدن، المنتجة الهولندية ومؤسسة شركة Particle6، عن المشروع خلال قمة زيورخ السينمائية، معتبرة أن تيلي “عمل فني يثير النقاش، لا بديلاً عن البشر”، ومشبهة ابتكارها بكتابة دور درامي أو رسم شخصية خيالية.
تيلي، التي تمتلك حساباً على إنستغرام يتابعها فيه أكثر من 33 ألف شخص، تظهر كما لو كانت إنسانة طبيعية تشرب القهوة أو تتسوق، بل كتبت مؤخراً: “أشعر أنني أقترب كل يوم خطوة من الشاشة الكبيرة”.
ورغم أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم منذ سنوات في العمليات الفنية بالأفلام، إلا أن إدخاله في التمثيل يثير أسئلة وجودية حول مستقبل الفن، خاصة بعد الإضراب التاريخي لنقابة SAG-AFTRA عام 2023، الذي انتهى بفرض قيود على استخدام صور وأداء الممثلين رقمياً.
الجدل تجاوز السينما ليصل إلى ألعاب الفيديو، حيث فُرضت قوانين تلزم بالحصول على إذن خطي قبل إنشاء نسخ رقمية من المؤدين. ومع ذلك يبقى السؤال الأعمق مطروحاً في هوليوود اليوم: هل يمكن لشخصية اصطناعية أن تنافس ممثلاً حقيقياً؟ أم أن عصر الفن الإنساني يقترب من نهايته؟