وقال الباحث والكاتب السياسي المصري علي الطوب على شاشة قناة العالم، إن جولة عراقجي الدبلوماسية تأتي في وقت تعيش فيه المنطقة أجواء حساسة وبالغة الخطورة، حيث تتزايد التوترات وتتعقد التطورات. وقد بدأت محاولات مصرية إيرانية منذ عدة أشهر لتهدئة الموقف وتعادل القوى في منطقة الشرق الأوسط، حيث تنظر القاهرة إلى إيران كقوة إقليمية.
وأضاف أن الزيارة الحالية تأتي لمناقشة قضايا لإبعاد شبح الحرب عن المنطقة، ومنع الهجوم على إيران والملف النووي. ملفتا أن هذه الموضوعات المعقدة تمثل تحديات كبيرة، حيث تحاول كل من القاهرة وطهران إيجاد آليات لتخفيف التوترات والمشاكل، خاصة في ظل وجود قضايا عربية إقليمية مشتركة، مثل حرب الإبادة على غزة.
ولفت الطوب أن “إسرائيل” تسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة، حيث تثير جدلاً ولغطاً في الضفة الغربية، مما يعكس محاولاتها المشبوهة لتفتيت المنطقة العربية وتحويلها إلى جمرة من نار.
وتابع أن زيارة عراقجي لمصر تأتي في سياق مهم وخطير، يتضمن قضايا مثل البحر الأحمر واليمن. كما يسعى الكيان الإسرائيلي لاستغلال كل إمكانياته وقدراته في ظل الظروف السياسية الإقليمية لتحقيق مكاسب إضافية على حساب الأراضي العربية. حيث احتلت إسرائيل 600 كيلومتر من الأراضي السورية، وضمت أراضٍ في الضفة الغربية، في محاولة لتهويد المشهد ، كما يعمل لإخراج الفلسطينيين من أراضيهم، لكن هذه المحاولات ستفشل أمام كتلة قوية خاصة القاهرة وطهران.
وفيما يتعلق بدور مصر في المفاوضات الإيرانية الأمريكية، أشار الطوب إلى وجود وساطة في هذه المفاوضات، حيث تطرح الملفات الإقليمية نفسها على الأجندة المصرية الإيرانية. وأكد أن القاهرة تسعى لتقريب وجهات النظر بين الجانبين، مشيراً إلى وجود مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي والمسؤول الخاص بالطاقة الذرية.
وأضاف أن مصر تسعى لمنع أي ضربة عسكرية الآن وفي أي وقت آخر وتهدئة الوضع، نظرا لتداعيات الحرب وآثارها المدمرة على المنطقة التي لا تحتمل صراعات جديدة.
وتطرق الى تأثير الزيارة التي تأتي في إطار محاولة تهدئة المشهد الإقليمي، حيث أن لإيران تأثيراً على الحوثيين، مما يساهم في هدوء البحر الأحمر في جنوب قناة السويس، والذي يؤثر على تهدئة الأوضاع في مناطق أخرى.